IMLebanon

دو ميستورا في تركيا… المهمّة المستحيلة

من حلب يُفترَض أن يبدأ المبعوث الأممي لحَلّ الأزمة السورية ستيفان دو ميستورا بتنفيذ خطّة معقّدة قد تكون أكبر عقباتِها إجماع أكثر من 300 فصيل مسلّح على الموافقة في السير في حلّ «وقف القتال» من خلال لقاءات تجمَع الفريق الأممي بممثّلين عن خليطٍ بالغِ التعقيد من المعارضين تمهيداً لتطبيق خطّتِه.

بدأت في بلدتَي الريحانية وغازي عنتاب لقاءات بين بعض ممثّلي هذه الفصائل ودو ميستورا الموجود في تركيا، ضمن جولةٍ على بعض دوَل المنطقة تستمرّ حتى 18 الجاري.

وعلمَت «الجمهورية» من مصادر معارضة في غازي عنتاب أنّ دو ميستورا التقى رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة وعدداً من اعضاء الائتلاف، وفي مدينة الريحانية التقى عدداً من قادة الفصائل «هي حركة حزم وجبهة ثوّار سوريا وأحرار الشام».

وأشارت المصادر الى أن لا اتّفاق ضمنياً من المعارضة على قبول الطرح المرحلي لدو ميستورا الذي يقوم على أساس: تجميد القتال في مرحلة أولى، ومن ثمّ فتح معابر بين شطرَي حلب وإعادة الخدمات الرئيسة الى المدينة والبدء بمصالحة محَلّية يأمَل الفريق الأممي في تعميمها على مدن ومناطق أخرى.

لكنّ المعلومات الواردة من حلب تؤكّد أنّ الصوت الغالب على المعارضة فيها يرفض مبادرة دو ميستورا، لأن لا ثقة في ما قدّمَته المفاوضات الأممية للمدينة حتى الآن، وقال العضو في الائتلاف السوري المعارض ميشيل كيلو لـ«الجمهورية» إنّ جولة دو ميستورا هي لاستعراض وجهات النظر كافّةً، ونجاحُه في التوصل لوقف هجمة النظام بالبراميل المتفجّرة على المدينة «قد يعطي بعضَ الأمل لدى الناس في جدوى هذه المبادرة ويُحفّز المعارضين على التجاوب معها».

كيلو الذي التقى دو ميستورا الأربعاء الماضي في باريس قال إنّ «خطته بتجميد القتال جيّدة، لكن ينقصها ربطها بالحلّ السياسي وببيان «جنيف 1»، وهي لم تتطرّق حتى لنقاطِ كوفي أنان السِتّ» التي تقول بالبدء بعملية سياسية شاملة ووقفِ القتال والبدء بهدنة إنسانية والإفراج عن المعتقلين تعسّفاً وضمان حرّية الصحافيين والحقّ في التظاهر السلمي.

وأشار كيلو الى انّ دو ميستورا وعدَه بتقديم خطّة للحلّ السياسي مرتبطة ببيان «جنيف 1» وبالإعلان عن هذه الخطة قريباً، ورأى أنّ مبدأ وقفِ القتال يجب ان ينفّذ في كلّ المناطق لا في حلب وحدها، «لأنّ النظام قادرٌ على نقل جنوده من حلب لاستهداف مناطق أخرى».

وتوقّع كيلو «فشلَ دو ميستورا في مهمّته واستمرار القتال إلى زمنٍ غير معلوم»، رابطاً الأزمة السورية بمتغيّرات وعلاقات إقليمية ودولية لم تنضج بعد لتنعكسَ حلّاً في سوريا وبغياب موافقة دولية واضحة على وقف القتال، «وهذه النقاط هي نفسُها أفشَلت مهمّة الابراهيمي في السابق».

وتشير المصادر الى أنّ عملية التفاوض والحوار مع قادة الفرَق العسكرية بالغة التعقيد والصعوبة، خصوصاً أنّ بعض هذه الفرَق طالبَ بتوسيع الخطة لتشمل أطراف حلب الشمالية وصولاً الى معبر باب الهوى على الحدود التركية، وهو أمرٌ ترفضه الحكومة السورية التي تُصرّ على تطبيق الخطة داخل المدينة فقط، وتربط نجاحَ هذه الخطة بتأكيد أمميّ حول ضرورة التزام تركيا والسعودية وقطر بالقرارين الدوليّين 2170 و2178 القاضيَين «بوقف دعم الإرهاب ومنع تسَلّل الإرهابيين عبر الحدود».

وذكر مصدر قريب من مكتب دو ميستورا في جنيف أنّ المبعوث الاممي تلقّى وعداً ضمنياً بالموافقة على خطته من الرئيس السوري بشّار الأسد خلال زيارته الأخيرة الى دمشق في 10 تشرين الثاني الماضي، وأشار إلى أنّ الأسد قال لدو ميستورا أنْ عليه «الحصول على موافقة الدول المجاورة والمعنية بالملف السوري قبل العودة الى دمشق لمتابعة الحوار»، وهذه المسائل ونتائج المباحثات مع الفصائل المعارضة يُنتظَر أن يبحثها مساعد دو ميستورا رمزي عز الدين خلال زيارته إلى دمشق نهاية الأسبوع الجاري.

وتلفتُ المصادر الى أنّ دو ميستورا التقى عدداً كبيراً من القيادات الفاعلة في حلب خلال الاسابيع الماضية من دون الإعلان عن هذه اللقاءات، لكن من المؤكّد أنّ «داعش» و«جبهة النصرة» هما خارج هذه اللقاءات، وتعتبر قيادة «المجلس العسكري الثوري» التابعة للعميد زاهر الساكت، وكتائب «نور الدين الزنكي «التابعة للجيش الحر، و»جيش المجاهدين» وهو يضمّ سبع فصائل إسلامية، من أكبر الفصائل الفاعلة في حلب وريفها.