وقف النار وانتخاب رئيس وفاقي الأساس لوقف الحرب التدميرية
أثار البيان الصادر عن رئيسي مجلس النواب نبيه بري ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط، بالدعوة إلى وقف فوري لاطلاق النار جنوبا والالتزام بتنفيذ القرار الدولي رقم ١٧٠١ ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، وانتخاب رئيس وفاقي للجمهورية، تساؤلات واستفسارات عديدة، عما اذا كان بالإمكان تخطي الصعوبات والعقد المحلية والاقليمية، والانقسامات السياسية الداخلية،وتنفيذ مضمونه في هذا الظرف العصيب، الذي يمر به لبنان حاليا، ومدى تجاوب سائر الاطراف المعارضين والمستقلين وغيرهم معه.
تشير أكثر من جهة سياسية، ان البيان المذكور، بالرغم من الملاحظات الشكلية على غياب المكون المسيحي عن المشاركة في اللقاء وصياغة البيان المذكور، لاعتبارات قد تكون خارجة عن ارادة المشاركين فيه، الا انه شكل نقلة نوعية بمضمونه، لناحية فصل موضوع وقف اطلاق النار في المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب لله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بمعزل عن انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، والتشديد على تمسك الدولة اللبنانية بالقرار الدولي رقم ١٧٠١، والتزامها بتنفيذ بنوده ونشر الجيش اللبناني، لحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب. وهذا الفصل بين وقف اطلاق النار جنوبا عن حرب غزّة، لم يكن ليحصل لولا، توسع الحرب الإسرائيلية على لبنان على هذا الشكل، والاستهدافات التي طالت قيادات حزب لله، والمخاطر المحدقة بلبنان جراء ذلك، بعدما كان هذا الفصل مرفوضا من قبل الحزب طوال المرحلة الماضية.
ومن وجهة نظر هؤلاء، ان الفصل بين مسار حرب الجنوب عن حرب غزّة، وجه رسالة واضحة للمجتمع الدولي، برفض ربط مصير المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب لله وإسرائيل، عن مصير حرب غزّة من جهة، وعدم الانصياع لاي دولة أو جهة خارجية للابقاء على هذاالربط، وطلب المساعدة لتنفيذ وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١ من جهة، والتجاوب مع مطالب الاطراف السياسيين المتواصلة لتحقيق هذا الفصل من جهة ثانية.
أما لجهة تنفيذ مضمون قرار الفصل، هذا يتطلب تمسك الحكومة بتنفيذه، وتجاوب حزب لله مع هذا المطلب بالإعلان عن موافقته ببيان يصدر عنه، لئلا يبقى موقفه مبهما وقابل للتعطيل، تماهيا مع موقف النظام الايراني الرافض لاي فصل بين المواجهة جنوبا وحرب غزة، كما نقله وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي إلى المسؤولين اللبنانيين مؤخرا، باعتبار ان وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، فيه مصلحه للبنان عموما ولحزب لله، الذي يتعرض لاقوى استهداف من قبل إسرائيل.
اما فيما يتعلق بانتخاب رئيس وفاقي للجمهورية، تشدد هذه الجهات على اعتبار هذا الموقف، بمثابة خطوة الى الامام، يجب على الاطراف والقوى المعارضة، التعاطي معه بايجابية، لان الوضع الناشىء عن الحرب الإسرائيلية على لبنان، يتطلب بخطوة مماثلة، واجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن.
وفي الحصيلة، تشير هذه الجهات السياسية، إلى ان نجاح المساعي والجهود السياسية والديبلوماسية لوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، وانتخاب رئيس وفاقي للجمهورية، يشكلان المرتكز الاساس لانقاذ لبنان من كارثة الحرب الإسرائيلية العدوانية عليه، ويحميان ماتبقى من حزب لله ايضا.