اسئلة عديدة مشروعة تترافق مع اعلان ترامب رئيس جمهورية الولايات المتحدة الاميركية «صفقة القرن» التي قد تحوّل منطقة الشرق الاوسط وتحديداً الدول العربية، وفي شكل خاص ما تبقى من فلسطين، والدول المحيطة بها، من مصر الى الاردن ولبنان، الى ساحة حرب مفتوحة على جميع الاحتمالات، تبدأ باقتطاع الاراضي وتنتهي بزوال دول من الوجود ككيان مستقل قائم بذاته.
من هذه الاسئلة، هل ان ازمة لبنان التي بدأت منذ سنتين او ثلاث على الاكثر، وانفجرت في شكل مأسوي منذ مئة يوم، وتتدرّج لتتحوّل الى مجاعة تلف لبنان باسره، لها علاقة بـ«صفقة القرن» التي يقال انها نضجت عربياً واقليمياً.
ومن الاسئلة ايضاً، هل تصريح وزير خارجية فرنسا جان ايف مودريان، الذي نشره الموقع الالكتروني «جبلنا مغازين» والذي اشار فيه الى ان «الازمة اللبنانية الراهنة تهدد بقاء لبنان» هو جزء مما تعرفه فرنسا عن مضمون «صفقة القرن».
وهل صحيح ما يشاع ان رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري فضل ان يكون بعيداً عندما تضغط المحدلة الاميركية المدعومة عربياً واقليمياً على لبنان لتوطين الفلسطينيين مقابل اسقاط ديونه الخارجية.
ومن الاسئلة ايضاً وايضاً، هل تخلّي الدول العربية عن مساعدة لبنان في احرج ايامه واصعبها، لتساهم في زيادة الضغط على لبنان، مثلها مثل الدول الغربية المانحة، التي بدأت تضع العراقيل والشروط القاسية التي لا يمكن تنفيذها سريعاً، بل يحتاج الامر الى فترة طويلة، وهل «غضّ النظر» والتساهل في قيام حكومة ضعيفة غير شعبية وغير مستقلة مثل حكومة حسّان دياب، كانا ايضاً في سياق ارباك اللبنانيين، وضربهم بعضاً ببعض، على اعتبار ان توطين الفلسطينيين، سيحرك الاقليات في لبنان الى المطالبة باي شكل من اشكال الحكم الذاتي، من تقسيم الى فدرالية الى كونفدرالية، خصوصاً ان الدستور قال «لا توطين ولا تقسيم» واذا سقط جزء، لا بد من ان يسقط معه الجزء الآخر.
دونالد ترامب بطرحه «صفقة القرن» انما يعمل لتأمين مصلحة «اسرائيل» وديمومتها، ما هي التدابير والمواقف التي تنوي السلطة اللبنانية البعيدة عن جزء كبير من الشعب اللبناني، ان تتخذها في حالة الانقسام العمودي الذي يعيشه الشعب، وفي حالة اللامبالاة العربية والدولية، وحالة الانهيار الكامل للدولة اللبنانية.