IMLebanon

أيُّها السياسيون لُطفاً: فُكُّوا أسْر الناس مقيمين ومغتربين

إما أنَّ السياسيين اللبنانيين غير عارفين بما يجري في المنطقة، ويتصرفون وكأنَّ شيئاً لا يجري، فتلك مصيبة، وإما أنَّهم عارفون لكنهم لا يتصرفون باعتبار أنَّهم عارفون، فالمصيبة أعظمُ.

في المنطقة اليوم والعالم العربي اليوم أكثر من خمس حروب، فهناك الحرب في اليمن، وهناك الحرب في سوريا، وهناك الحرب في العراق وهناك الحرب في ليبيا وهناك الحرب الدائمة في فلسطين، فما بال السياسيين عندنا يتصرفون وكأنَّهم بين السويد وسويسرا؟

هل هو إهمال؟

هل هو تجاهل؟

هل هي لامبالاة؟

هل لهذا التصرف مسمَّى غير ذلك؟

إنه أمرٌ محيِّر بالتأكيد، فكيف يتيح السياسيون لأنفسهم التصعيد الكلامي الذي يبدو بمثابة صب الزيت اللبناني على النيران الاقليمية الحامية. فاذا كانت الحرب أولها كلام، فهل نحن في مرحلة الكلام الذي يقود الى الحرب؟

اللبنانيون عموماً، شبعوا حروباً، فلماذا هذا الإمعان عن سابق تصورٍ وتصميم في إدخالهم في حربٍ جديدة؟

***

نجلس على قارعة الإنتظار ونروح ننتظر القطار، ولكن ماذا لو لم يصل، فهل نبقى منتظرين إلى ما شاء الله؟

منذ متى ونحن نقول للسياسيين:

إنتبهوا فالبلد ليس في أولويات الدول القادرة والمعنية، فلماذا لا يكون في أولوياتكم أنتم؟

لنتابع ما يجري ولنأخذ العِبَر:

الدول التي فيها حروب وقلاقل تكون في أولويات الدول القادرة والمعنية، وبعد هذه الحروب والقلاقل تبدأ مرحلة المؤتمرات لإعادة إعمار تلك الدول أو لإنعاش اقتصادها. بعد الثورة المصرية ثم الثورة المضادة عُقِد في شرم الشيخ المؤتمر الإقتصادي لمصر، وغداً بعد أن تضع الحرب السورية أوزارها ستكون هناك خطوة مشابهة وهي مؤتمر إعادة إعمار سوريا، الأمر عينه ينطبق على اليمن وكذلك على ليبيا، فأين يقع لبنان بين أولويات هذه الملفات؟

للأسف لسنا في أولوية أحد فهل يتَّعظ السياسيون؟

هل بالإمكان القول لهم أتركوا الأربعة ملايين ونصف مليون لبناني وشأنهم؟

ويكاد إحباط الناس يقول لهم:

أُنسونا، فنسياننا أقل كلفةٍ علينا من أن تتذكرونا. إلى هذه الدرجة وصلت اللاثقة بالسياسيين عندنا.

***

أكثر من ذلك، نقول للسياسيين:

ليس المطلوب فقط أن تتركوا المقيمين يعيشون، بل المطلوب أن تدعوا المغتربين وشأنهم أيضاً، وهذا الكلام واضح ولا حاجة إلى شرحه أو تفسيره أكثر. كان المغتربون قلقين على المقيمين فباتوا اليوم إلى جانب هذا القلق، قلقين على أنفسهم وعلى أوضاعهم، فما المطلوب أكثر؟

هل المطلوب أن يُضطروا للعودة إلى لبنان؟

وفي هذه الحال مَن يكون المسؤول عن أوضاعهم؟

***

إلى متى سيبقى العبث بأوضاع الجميع من دون إستثناء؟