IMLebanon

الموت لأميركا!

ماذا بقي من الموت لأميركا، بل ماذا بقي من نعوت الشيطان الأكبر بعد مقابلة أمين عام حزب الله في التلفزيون السوري وإشادته بالاتفاق التمهيدي الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي في لاهاي بين الدول الخمس زائداً واحداً وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية في شأن برنامج إيران النووي والتزامها بعدم إنتاج قنبلة نووية، وقصر استخدام مفاعلها النووي للأغراض السلمية، هل توف العداء لأميركا بل هل تحوّلت من عدو يرفض حزب الله التعامل معه ويتهم كل من يتعامل  بالخائن لقضية العرب المركزية فلسطين وجب فتح صفحة جديدة معه بوصفه أصبح صديقاً حميماً بعد ما تصالح مع إيران ووعد برفع العقوبات المفروضة عليها بسبب خروجها على الأوراق الأميركية والمجتمع الدولي بعملها على إنتاج قنبلة نووية ذات يوم، وماذا سيقول بعد الآن حزب الله عن أصدقاء أميركا في العالم العربي وفي لبنان على وجه الخصوص، وهل سيجرؤ بعد الآن على نعتهم بالخونة والمتآمرين على قضايا أمتهم العربية والإسلامية أم انه بعدما انضم إلى الجانب الأميركي سيغير موقفه منهم إلا إذا تراجع عن موقفه الحالي من أميركا في حال لم يوقع الاتفاق النهائي مع إيران في شهر حزيران المقبل وعادت الأمور إلى نقطة الصفر، الأمر الذي لا يريده الأمين العام ولا يتمناه.

وبعد هذا الانقلاب في موقف أمين عام حزب الله من «الشيطان الأكبر» ماذا يمكن أن يقول الأمين العام لمحازبيه ومؤيديه ومناصريه في الشارع الشيعي وكيف يمكن أن يُبرّر هذا الانقلاب فتصبح أميركا صديقاً يدافع عنه بفتح الفاء ويذهب الحرب عليها إلى البحر، بل ماذا سيقول اليوم عن الذين نعتهم بالخونة بوصفهم أصدقاء الولايات المتحدة الأميركية المتهمة بالتحالف مع إسرائيل وتشجيعها على الاستمرار في احتلال فلسطين ومنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم وعاصمتها القدس، هل تحولوا إلى أصدقاء بل إلى حلفاء يسيرون مثله في ركب أميركا وفي سياستها العدائية للعرب.

بطبيعة الحال، لن يجد الأمين العام جواباً مقنعاً على هذه التساؤلات لأنه أولاً محكوم بتحالفه مع إيران بل باستتباعه إلى دول كانت تعتبر أميركا العدو الأكبر والشيطان الأكبر فإذا بها تحولت إلى صديق وربما إلى أكثر وارتفعت صورة رئيس أميركا باراك أوباما في شوارع العاصمة طهران ونزل الإيرانيون إلی الشوارع يشيدون بأميركا وبهذا الإنجاز الذي تحقق متجاهلين كل ما كانوا يتهمون به هذه الدولة العدوة، بل سيزيد من عبارات الترحيب بالاتفاق الإطار الذي تمّ، وتأييده للذين انجزوا هذا الاتفاق وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية المسماة الشيطان الأكبر والعدو الأكبر، فهنيئاً للسيد على هذا التحول ومبروك لأصدقاء أميركا بعد ما سقطت عنهم تهمة الخيانة.