أن يخرج هتاف الشعب الإيراني من مدينة قم الدينية معقل ملالي إيران «الموت لحزب الله» فهذا يعني أنّ كرة النّار المتدحرجة في المدن الإيرانيّة وصل لهيبها إلى معقل حزب الله في لبنان.
عندما اشتعلت الاحتجاجات قبل أشهر في إيران اضطر أمين عام حزب الله أن يعلن عبر لقاء متلفز أنّ راتبه «1500 دولار» وحظي تصريحه بسخرية واسعة من اللبنانيين على مواقع التواصل الإجتماعي مع أنّ المعني بهذا الإعلان هو الشعب الإيراني، ليلة السبت الماضي وصل الجواب إلى حزب الله وأمينه العام على الملأ «الموت لحزب الله» وهي كلمة شافية وكافية ووافية أيضاً.
هذه الكراهية لحزب الله ولبيئته الحاضنة يعرفها أهل هذه البيئة منذ ما بعد حرب تموز العام 2006، أبناء هذه البيئة الذين قاموا بزيارات دينيّة إلى مدينة مشهد صدمهم كره الشعب الإيراني لحزب الله وهذا الجمهور الذي يسلبهم أموالهم، وغالباً علّق أبناء هذه البيئة «يا لطيف شو بيكرهونا»، خدعهم حزب الله بحديثه عن الشعب الإيراني الصديق، فالإيرانيّون الذين هدم زلزال قبل حرب تموز بأعوام منازلهم بقوا في العراء والدولة الإيرانية لم تبنها لهم، فيما كانت أموال الشعب الإيراني تصرف على حزب الله والرفاهية الفاجرة التي ظهرت على بيئته ومسؤوليه بعد حرب تموز!
هذه المرّة سيضطر أمين عام حزب الله أن يخبر الشعب الإيراني أنّه بات يقبض من إيران «نص راتب» عسى أن يصدّقه الشعب الإيراني ويوقف تظاهراته، السقوط الحقيقي لحزب الله يبدأ من داخل إيران، والآتي على حزب الله من المدن الإيرانيّة أعظم، سنشاهد صور أمين عام حزب الله حسن نصرالله، تـُحرق في الشوارع أثناء التظاهرات الإيرانيّة، ماذا سيقول لبيئته عندها، بأيّ عين سيقول لبيئته الشعب الإيراني يكرهنا لقد سرقوا مقدّراته وصرفوها علينا وعليكم، بأي عين سيقول لهم «مصصنا دم الشعب الإيراني» وأفقرناه وجوعناه وأذللناه! من أين سيأتون بهؤلاء المتظاهرين ويرهبونهم ويخرجونهم ويجبرونهم على مخاطبة «السيّد» بديباجات «الإعتذار» منه، نهاية حزب الله تكتب في شوارع إيران وعلى يد الشعب الإيراني، وما لم يستطع أحد أن يفعله الشعب الإيراني فعله بهتاف واحد «الموت لحزب الله».
هذه الأجندة الفارسية الغادرة التي تنفّذ في المنطقة منذ عقود أربعة لن تسقط إلا من طهران، «طبّاخ السمّ ذائقه»، لن تتخلّص المنطقة والعالم من شرّ نظام الملالي إلا بسقوطه من الدّاخل، «الموت للديكتاتور» ستكتب نهاية نظام الخميني والخامنئي.
تبلغ ثروة الخامنئي وعائلته 36 مليار دولار، 30 مليار دولار له وحده، وستة مليارات دولار لعائلته، ويملك خامنئي ما قيمته مليار ونصف المليار دولار من الألماس، وما قيمته مليار دولار من الذهب، إضافة إلى ما مجموعه مليار دولار من العملات الأجنبية، هذا عدا عن السيولة النّقديّة، فيما شعبه جائع منهك واقتصاد إيران منهار! وفي تفصيل هذه المليارات يملك خامنئي حسابات مصرفية موزعة على الشكل التالي: مليار دولار في روسيا، مليار دولار في سوريا، مليار دولار في الصين، مليار دولار في فنزويلا، 2 مليار دولار في أفريقيا الجنوبية، 2 مليار دولار في بريطانيا و2 مليار دولار في دول أخرى، أي ما مجموعه 10 مليار دولار، كما يملك الخامنئي أسهماً وحصصاً تجارية في الأسواق العالمية، توازي قيمتها 4 مليارات دولار وهي موزعة كما يلي: أسهم بقيمة 2 مليار دولار في عدد من البورصات العالمية، 2 مليار دولار في اسواق أفريقيا الجنوبية، 500 مليون دولار في سوريا، 500 مليون دولار في فنزويلا.
ألا يستحقّ بعد كلّ هذا الفساد والنهب الممنهج لأموال الشعب الإيراني وتحويلها إلى حساباته وحسابات عائلته أن يهتف الشعب الإيراني «الموت للديكتاتور»؟!
انتهى زمن الخداع بالحديث عن «الثورة الإسلاميّة» الشعب الإيراني هتف السبت الماضي «جعلوا الدين سُلماً وأذلوا الشعب» و»الموت للديكتاتور»، هكذا قلعة فاسدة وشريرة ومخادعة لا تسقط في المنطقة إلا إذا سقطت من الدّاخل، وسيكون سقوطها مروّعاً.