IMLebanon

القرار في أميركا

 

 

عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي وبالسرعة التي تمّت بها بعد 12 سنة من بداية التفاوض عام 2010، وبالرغم من ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان يمسك ملف الترسيم قبل نقله منذ 2020 الى رئاسة الجمهورية؛ توضح أنّ القرار بيد أميركا.

 

خاصة وأنّ أميركا بحاجة الى الغاز من فلسطين المحتلة ومن لبنان، ما جعلها تتدخل بشكل صريح وواضح، لتؤكد ان الوحيد الذي يمون على كل الفرقاء هو أميركا.

 

من هنا، نتذكّر أنّ السيّد حسن نصرالله كان قد هدّد بأنه يملك 150 ألف صاروخ، ومرّة ثانية وفي تهديد لإسرائيل قال إنّه يملك 100 ألف مقاتل أيضاً… فجأة، ومن دون أي تصريح للسيّد حسن أو أية عنتريات ومن دون الحديث عن الصواريخ، توقف كل الكلام وأصبح الجميع ينتظرون آموس هوكشتاين المندوب الاميركي المكلف ملف الترسيم الذي كان يتنقل بين لبنان وإسرائيل وأميركا، وفي لحظة من اللحظات جاء آموس هوكشتاين ومعه الحل، ومثل “الشاطرين” ذهب الوفد العسكري اللبناني الى الناقورة ليوقع اتفاقاً بين إسرائيل ولبنان..

 

هذا الموضوع يدفعنا الى التساؤل عن موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية خاصة وأنه مضى على الاستحقاق الرئاسي 19 يوماً.

 

على كل حال، تاريخ التعطيل في جميع المراكز الحسّاسة في لبنان وبالأخص في موقع الرئاسة معروف، تاريخ التعطيل طويل بدأ في المرة الأولى يوم انتهى عهد الرئيس امين الجميّل ليسلم الجنرال ميشال عون السلطة نكاية بسوريا التي رفضت أن تجدّد له ولو لسنة واحدة…

 

بقينا سنتين من دون رئيس، ولولا “اتفاق الطائف “، ولولا رحمه الله الرئيس المرحوم الياس الهراوي لبقي الجنرال مغتصباً القَصْر الجمهوري… ولكن القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس الياس الهراوي بإزالة حال التمرّد في القصر الجمهوري، يوم أعلن فخامته القرار بالرغم من اعتراض رئيس الحكومة يومذاك الرئيس سليم الحص الذي كان يتخوّف من الحرب بين السوريين ومعهم الجيش الشرعي وبين الجنرال المتمرّد الذي كان قد أعلن انه لن يترك جبهة القتال مهما حدث وسيكون آخر مَن يترك الجبهة وآخر جندي يغادر القصر.

 

فعلاً الجنرال الذي لا يكذب ولا يهرب… ما إن رأى طائرة الـ”سوخوي” فوق رأسه وهو في قصر بعبدا، هرب “بالبيجاما”، وهذه البيجاما صارت شعاره تاركاً زوجته وبناته الثلاث للقدر.. وكان المنقذ العميد السوري رحمه الله علي ديب الذي سلّم زوجة الجنرال الهارب بالبيجاما وبناته الى المرحوم الوزير إيلي حبيقة…

 

هذه كانت المرّة الأولى.. أما المرّة الثانية فكانت يوم انتهى عهده، هذا العهد الذي يعتبر أسوأ العهود والرؤساء في تاريخ لبنان… باستثناء عهد رئيس المايوهات المميزة، فنحن بقينا بسببه عامين ونصف العام من دون رئيس حتى جاء عهد الرئيس ميشال سليمان… وبعد انتهاء عهد ميشال سليمان انتظرنا عاماً ونصف عام ليأتي رئيس “البيجاما” الذي اطلق على عهده اسم “عهد جهنم” ليحصل في عهده:

 

أولاً: نهاية البحبوحة، وزوال عهد سويسرا الشرق الحالي في لبنان… وبدل أن يكون لبنان سويسرا الشرق تحوّل الى أفقر بلد في العالم، إذ ارتفع الدولار الاميركي من 1500ل.ل. الى الاربعين ألف ليرة ولا يوجد أفق لهذا الارتفاع…

 

ثانياً: لبنان المستشفى، لبنان الجامعات، لبنان الجمال والمال والتقدّم والازدهار، تحوّل الى لبنان الفقر. وهنا لولا اللبنانيون الذين يعملون في الخارج ويرسلون الى أهلهم في لبنان أكثر من 7 مليارات من الدولارات الاميركية سنوياً لكان البلاء أكبر وأعظم.

 

أكتفي بسرد فقر الحال.. لأقول إنّ قرار انتخاب رئيس للجمهورية ينتظر قراراً أميركياً. اما الذين يصرّحون ويطلقون بعض التعدّيات والشتائم بحق رجالات كبار فإنهم قصيرو النظر، فمنهم طويل اللسان، ومنهم قليل التهذيب… على كل حال هناك شكوك في تاريخ هذا الشخص: فمَن هو والده، ومن هي والدته، ومن هي جدّته، وما هو تاريخ عائلته… هذا الشتّام يقدّم بشكل يومي تصريحات سخيفة لا يتوقف عندها أي متابع للسياسة المحلية..

 

أخيراً… لا تتعجّبوا، أما مطلق الشتائم الذي يتقن لغة التشاؤم.. فنحن نقول له: كلامك ليست له قيمة لأنّ القرار بيد أميركا والصمت أجدى بك.