Site icon IMLebanon

القرار في طهران

يكاد لا يمر تصريح واحد لأي مسؤول عسكري أو مدني أو ديني في «حزب الله» إلاّ ويتهجّم فيه على المملكة العربية السعودية، وهذا طبيعي لأنّ «حزب الله» لم يعد لبنانياً منذ زمن بعيد وأصبح فرقة من منظومة إيرانية تابعة مالياً وتسليحاً لقائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» اللواء قاسم سليماني… هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإنّ «المرشد الأعلى» للثورة الايرانية يعطي التوجيهات السياسية الى أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله…

إنطلاقاً من ذلك فإنّ «حزب الله» لا يملك الحق في اتخاذ أي قرار لبناني… وتأسيساً على هذا نرى أنّ أي كلام يصدر عن مسؤول في «حزب الله» ليس له علاقة بلبنان… ونعطي مثالاً على ذلك قضية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ونسأل من يعطل هذا الانتخاب؟

بكل بساطة «حزب الله» تنفيذاً لقرار إيراني، لأنّ إيران تربط كل قضية بقضايا المنطقة ودور إيران وحجمها في المنطقة…

أي علينا أن ننتظر اليمن وسوريا، ولا أدري إذا كان العراق أيضاً لذلك فإنّ انتخاب رئيس مؤجّل الى أجل غير مسمّى.

أمّا ما قاله الشيخ نعيم قاسم بالأمس لجهة أنّ حزبه يتابع ملف الفساد من شبكة «الانترنت» الى شبكة الإتجار بالبشر، هذا كلام جميل ولكن هل يعني أنّ «حزب الله» أصبح يحل محل الدولة وتحديداً يريد أن يكون رئيس الشرطة القضائية والقضاء؟! أي أنّ القضاء والشرطة القضائية في لبنان يأخذان تعليماتهما من «حزب الله» ولا دور للدولة اللبنانية ومؤسساتها ومسؤوليها…

وهناك سؤال ملح يطرح ذاته: مَن يصنّع حبوب الكبتاغون وأين، ومَن يشكل مظلة حماية للمتاجرين بها، وإلى مَن ينتمون؟

وكذلك يطرح موضوع الحشيشة نفسه بقوة، والسؤال أين تتم زراعتها، ومَن يسوّقها ويتاجر بها، ويوزع سمومها، وإلى مَن ينتمون وبمن يحتمون؟

ناهيك بالشاحنات التي تخرج من المرفأ في طريقها الى الضاحية بلا رقيب ولا حسيب، ومن دون أن تخضع لإجراءات تفتيشية أو رسوم جمركية؟

أضف الى ذلك السلاح الآتي من سوريا وغيرها، وغير ذلك الكثير الكثير… ويعود الشيخ نعيم ليقول إنّ «حزب الله» يتابع ملفات الفساد؟

يا للعجب…

من ناحية ثانية، قال نعيم قاسم حرفياً: «لن نكون أتباعاً لأي سياسات وأي دولة مهما بلغت وسنبني الدولة وشعار الحزب وكل تضحياته من أجل البناء»؟!.

فعلاً «حزب الله» ليس تابعاً لأي دولة في العالم إلاّ لدولة واحدة هي إيران وأنّ البناء للدولة الذي يعدنا به لو تذكر كلام السيّد نصرالله وقوله إنّه «جندي في ولاية الفقيه وأنه يريد أن يكون لبنان في دولة ولاية الفقيه.

ثم يذهب بعيداً ويتهم الضباط السعوديين بأنهم يتدربون في «إسرائيل» وأنّ العشرات منهم تدرّبوا في إسرائيل وأنه نشر أرقام ملفاتهم وتوصيفاتهم فيا ليته يتحفنا بهذه المعلومات ليؤكد كلامه.

أما الجسر الذي يربط بين السعودية وبين مصر فإنّ فوائد هذا الجسر الاقتصادية التي تقدّر بــ200 مليار دولار تعود على الاقتصاد المصري، ولا شك في أنّ هذا يزعج إيران… أما الحديث عن «كامب ديڤيد» فليته يبقى في المقاومة والممانعة ليرى ما حصل في الجولان وما أعلنه نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي لجهة أنّ الجولان سيبقى الى أبد الآبدين مع إسرائيل، فليت الشيخ نعيم يستطيع أن يعمل شيئاً ونحن له من الشاكرين..

وإذ يتحدث عن التدخل السعودي في اليمن وتدمير البشر والحجر فيها، فإننا نقول ليته يسحب عناصر «حزب الله» وسلاح «حزب الله» من اليمن ومن العراق ومن سوريا.

وبالنسبة لسوريا فإنّ الشعب السوري سيحاسبه قريباً والأيام آتية.

أما عن «حمايته لحدود لبنان» من إسرائيل فله الشكر على التحرير، ولكن ماذا عن القرار 1701 وماذا عن وضع قوات دولية بين لبنان وإسرائيل وماذا عن إبعاد «حزب الله» عن الحدود الى مسافة 50 كيلومتراً شمالاً أي الى نهر الليطاني؟!.