من عظّم صغائر الأمور ابتلاه رب العالمين بكبارها… وهذا المثل أكثر ما ينطبق على حالنا في لبنان، خصوصاً في هذه المرحلة.
وما يدعو الى القرف هذا الموضوع المقرف أساساً، أي موضوع النفايات الذي هو نموذج صارخ عن حال التردي والتردد والتخاذل…
فممنوع رمي النفايات… وفي الوقت ذاته ممنوع جمع النفايات من الشوارع والطرقات!
ممنوع أي مشروع بيئي! وما أن يكون هناك أي مشروع يكون رد الفعل الفوري ويطلعون بالنظريات والتنظيرات.
ممنوع أن يكون هناك مطمر للنفايات! أربعة – خمسة صبية يستطيعون إقفاله امام دولة تتفرّج ولا تحرك ساكناً بل تنصاع!
ممنوع أي مشروع بيئي، وحتى نهر العاصي مرشح لأن يصبح على غرار نهر الليطاني الذي أضحى، من أسف شديد، بؤرة للتلوّث الخطر والجراثيم والأمراض الفتاكة!
وعلى طريقة المضحك المبكي فأكثر ما أضحكني «ريبورتاج» إذاعي عن توسيع أوتوستراد جونيه… وقد دعا أحدهم الى تضييقه بدلاً من توسيعه، لماذا؟ لكي يتعارف الناس على بعضهم البعض! هكذا فعلاً هو المنطق هذه الأيام!
لتأتي اعادة فتح مسلخ الكرنتينا، وتقوم الدنيا ولا تقعد، على ان فتحه موقت ولأيام معدودات بمناسبة عيد الاضحى المبارك، حيث تكثر الاضحيات والذبائح، وفتحه لن يزيد في طين النفايات بلة، ونحن أكدنا ونعيد ونؤكد على وجوب انشاء مسلخ يتمتع بمواصفات بيئية وصحية مناسبة.
كل ما تقدم يذكرني بقول الوزير نهاد المشنوق إنه يجب أن تتخذ الدولة القرارات حتى وإن كانت غير شعبية.
معه حق الوزير الصديق… ولكن القرارات تفترض رجالاً رجالاً يتخذونها ومسؤولين مسؤولين جدّيين يحمونها، وينفذونها.
ومن أسف هذا ما يفتقده اللبنانيون.
وهذا ما يجعلنا نشعر بالتعاطف مع أهلنا في المتنين وكسروان جرّاء تراكم النفايات في الشوارع وأمام المنازل… وما يترتب على هذا الواقع المزري من أضرار عامة إن على المستوى الصحّي أو البيئي أو الحضاري أو حتى على مستوى المشهد في حد ذاته!
ع. ك