Site icon IMLebanon

أيام حاسمة… وإلاّ… 

 

مع ان زيارات المسؤولين الاجانب الى بيروت في الاونة الاخيرة شكلت سلسلة لا تنقطع، وجديدها اليوم مع وزيري خارجية بريطانيا دافيد كاميرون وهنغاريا بيتر سيارتو، تزامنا مع زخم دبلوماسي قل نظيره الا انها لا يبدو تمكنت حتى الساعة من احداث خرق في اي من الملفات الحامية امنيا وسياسياً، فلا حزب الله يبدي ليونة في مجال “فك ارتباط” لبنان بمصير غزة، على ما اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ولا هو و حركة امل مستعدان للتنازل عن خيارهما الرئاسي، على ما يردد رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

فالاوضاع المتفاقمة في الداخل وعلى الحدود، استجد على خطها في الكواليس، تحريك ملف التحقيقات في تفجير مرفا بيروت الذي ينتظر ان يتحول الى قنبلة موقوتة، يتوقع ان تشهد الايام المقبلة اما انفجارها واما تفكيكها، في ظل معطيات خطيرة توافرت لدى الجهات المحلية، قد تؤدي الى تفجير البلد في حال السير بها.

 

امام هذه الوقائع، تبدي مصادر دبلوماسية مواكبة للحركة الداخلية خوفها من الوضع على كافة الجغرافيا اللبنانية، خصوصا في ظل تجمع الملفات وامكانية انفجارها دفعة واحدة، ومن اخطرها ارتباطا بالملف الفلسطيني، نجاح الضغوط الاسرائيلية في وقف تمويل الاونروا، والذي سيترك اثره المباشر على لبنان.

 

وتكشف المصادر، في هذا الاطار، ان الدولة العربية التي نقلت رسالة التحذير الجدية منذ ايام الى المعنيين من امنيين وسياسيين، ليست خليجية، وان المعلومات وصلت الى حارة حريك، تزامنا مع ورود “ورقة عمل” تتضمن اسئلة تحتاج الى اجابات عليها.

 

وتتابع المصادر ان الوسيط الاميركي سيصل الى اسرائيل مع بداية الاسبوع، لاجراء جولة محادثات قبل ان يتجه الى بيروت للحصول على الجواب النهائي ليبنى على الشيئ مقتضاه، مرجحة ان تكون الساعات القادمة حاسمة جدا، رغم ان المؤشرات لا توحي بالايجابية في ظل المعطيات المتوافرة، والاجراءات الميدانية التي بوشر باتخاذها.

 

ورات المصادر ان المشكلة اليوم خرجت من اطار ربط الجبهات بين لبنان وغزة، وباتت اصعب، ذلك ان تل ابيب، ذهبت في ملف الجبهة اللبنانية بما هو ابعد من وقف اطلاق نار، او وقف عمليات عدائية، اذ بات المطلب الاساسي ايجاد ترتيبات بعيدة المدى تسمح بعودة آمنة للمستوطنين وللنشاط الاقتصادي على طول المستوطنات الشمالية، لفترة طويلة، والاهم سحب استخدام  ورقة المستوطنين القاتلة في اي صراع او نزاع مقبل.

 

واكدت المصادر ان التسوية التي يعمل عليها الغرب بالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية، تراعي الى حد كبير الهواجس اللبنانية، وهي لا تختلف كثيرا عن المبادئ والاسس التي قامت عليها عملية الترسيم البحري، رغم ان العقبات تبقى اكبر فيما خص منطقة مزارع شبعا، التي تحتاج الى ترتيبات اقليمية اكبر، لا تتوافر شروطها راهنا.

 

وختمت المصادر، بالقول ان الايام القادمة حاسمة، او المواجهة المتوقعة في حال حصلت، ستبدا بضربة اسرائيلية تدخل على خطها الولايات المتحدة الاميركية، قد تطال سوريا، في حال نجحت بغداد وحكومة الرئيس السوداني في تحييد الحشد الشعبي كاملا، بعدما قرر احد ابرز واقوى فصائله الاستمرار في عملياته، خلافا للاتفاق المبرم مع الرئيس السوداني.