IMLebanon

«إعلان النوايا» أنجز بين الوطني الحرّ والقوات ؟! الخطوة الثانية لقاء عون وجعجع أين وكيف؟

كشفت مصادر نيابية بارزة أن مسيرة الحوار غير المباشر بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، قد أثمرت حتى الساعة اتفاقاً مبدئياً هو بمثابة إعلان نوايا تضمن مبادئ وثوابت اتّفقت عليها «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» عنوانها الجمهورية اللبنانية وأولويات المسيحيين ودورهم السياسي في لبنان والمنطقة. وأوضحت المصادر أن الخطوة الأولى في هذه المسيرة قد أنجزت منذ نحو أسبوعين ولم يبقَ سوى إنجاز الخطوة الثانية التي سيتم خلالها الإعلان عن التفاهم بين العماد عون والدكتور جعجع، وقد يتم ذلك من خلال زيارة مفاجئة، من المتوقّع أن يقوم بها إلى الرابية، ولكن من دون أي استعداد أو إعلان مسبق. وبالتالي، فإن كل ما يتردّد عن اجتماع قريب جداً ليس دقيقاً، كما قالت المصادر النيابية، التي ركّزت على أن الإعتبارات الأمنية الخاصة هي التي تحول دون ترقّب أو تحديد موعد هذه الزيارة، والتي لن تتقرّر إلا قبل ساعات قليلة من حصولها.

وذكرت المصادر النيابية البارزة نفسها، أن هذا التطوّر في مسار العلاقة بين معراب والرابية، قد أتى بعد سلسلة أحداث سياسية داخلية، ارتدت طابعاً بالغ الأهمية، وخصوصاً الخلافات المستجدّة حول ملفات حكومية ونيابية، وكذلك، فهو نتيجة طبيعية في سياق الحوار غير المباشر الذي بدأ منذ أشهر بين «القوات» و«التيار»، وتميّز ببحث معمّق وجدّي لتاريخ وتجارب العلاقات الثنائية والصراعات القاسية التي شهدتها، وكانت لها ارتدادات سلبية وعنيفة وكارثية على الشارع المسيحي وأدّت إلى انقسامه. وأضـافت أن مـا تحقّق من خلال إطلاق الحوار على صعيد هذا الشارع، هو خطوة إيجابية تمثّلت بتنفيس الإحتقان الذي دام لسنوات، كما لفتت إلى أن الإتفاق كان سريعاً حول الثوابت المسيحية والوطنية، ولكن لم يتم التطرّق في ورقة إعلان النوايا بين الطرفين إلى ملف رئاسة الجمهورية، حيث أن الهوّة ما زالت كبيرة وكبيرة جداً في هذا المجال، إنطلاقاً من كون الطرفين ينظران في اتجاهات مختلفة، وربما متعاكسة إزاء مقاربة عملية انتخابات رئيس الجمهورية، وذلك على الرغم من قناعة كل من العماد عون والدكتور جعجع بأن الحاجة ضرورية إلى انتخاب رئيس قوي يتمتّع بقاعدة تمثيلية واسعة على الصعيدين السياسي والشعبي.

لكن المصادر النيابية البارزة نفسها، توقّعت أن تشكّل هذه القناعة المشتركة حجر الأساس للمرحلة الثانية من الحوار التي ستركّز فقط على الإستحقاق الرئاسي، وتنطلق في اليوم التالي لاجتماع عون وجعجع. واعتبرت أن استكمال البحث في هذا الملف، لن يتم قبل الإعلان عن تفاصيل «النوايا المشتركة»، علماً أن ذلك سيجري في لحظة سياسية حافلة بالحراك على أكثر من مستوى داخلي وديبلوماسي على خط القيادات السياسية في 8 و14 آذار لتحريك الإنتخابات الرئاسية، وذلك بعد مرور عام على الشغور الرئاسي. وقالت هذه المصادر أن الرئاسة الأولى تبقى أبرز الإستحقاقات، وهي باتت اليوم على عتبة البحث الجدي في الأوساط الديبلوماسية الدولية والإقليمية، خصوصاً في ضوء الكلام الفرنسي الذي سمعه البطريرك بشارة الراعي في زيارته الأخيرة إلى العاصمة الفرنسية، والموقف الأميركي الذي تبلّغه الرئيس سعد الحريري خلال لقاءاته في واشنطن. وأوضحت أن كل الاطراف السياسية الداخلية قد لمست اشارات عدة تفيد بأن الحسم في اكثر من ساحة في المنطقة قد اقترب وبما في ذلك الساحة اللبنانية وان كانت في آخر لائحة الاهتمامات الدولية والاقليمية.وبدا في هذا المجال ان الارادات الدولية والاقليمية التي تجتمع فقط على ضرورة تحييد لبنان امنيا عن الصراع السوري، تستشعر اليوم خطرا محدقا نتيجة قرع طبول الحرب على حدوده الشرقية مع سوريا وترددات هذه الحرب داخليا. وفي مواجهة هذه الاخطار فإن التوجه يتركز على محورين: الاول تقديم الدعم للجيش اللبناني لمواجهة اي خطر ارهابي محتمل والثاني اطلاق حراك سياسي داخلي يضع قطار الاستحقاقات الدستورية المؤجلة على السكة.