سيد ذو الفقار من طينة محمدية حسينية معجونة بالجهاد والعزة والشهادة، من ابتسامات التواضع والحب من اللطف والاهتمام، من عيش هموم الناس وتحسس آلامهم، من وعي حاد بما يحيط بأوطاننا من نكبات واحتلالات، من همة عالية وقلب على لينه وإيمانه العميق، قلب لم يعرف خوفاً ولا رعباً. قلب تسلح بقوة العشق الإلهي، فكان كل ما دون ذلك أصغر من صغير في طريق ذات الشوكة التي احتضنها منذ تفتح مداركه، فتى المسجد والشاب الرياضي والمتحمس، كل ذلك صاغ شخصية إيمانية جهادية واعية مستعدة للبذل والعطاء من دون حساب، ومنخرطة في الدفاع عن المستضعفين ورفع الظلم عنهم. شخصيته منذ أوائل جهادها، كانت لافتة للانتباه في حضورها وتميزها وشجاعتها واندفاعها واختزالها لكل المخاطر، وتجاوزها بابتسامة المؤمن الذي تستحيل كل الصعوبات الكبرى أمامه عقبات يجب أن نتجاوزها.
سيد ذو الفقار.. لقد قدمت حياة كاملة من الجهاد، وما معركة خلدة في مواجهة العدو الصهيوني على مشارف بيروت وإلحاقك الهزيمة بالعدو مع إخوتك إلا غيض من فيض طريق طويل له ما قبله من عز وشرف وله ما بعده من حضور في ساحات مواجهة العدو وتمريغ وجهه بالتراب، وتلك سيرة أخرى تروى فصولها في زمانها المناسب.
سيد ذو الفقار.. يا صاحب الوجه البشوش الوضاء والخلق الدمث، أيها القائد المعجون بحب الشهادة والعيش الكريم، منذ خطواتك الأولى في العمل الإسلامي في الغبيري إلى اللحظة الأخيرة، يمر الزمن مكثفاً أمام المرء، ليكتشف أن على هذا السير السريع والجهاد المتواصل، والاستعداد لإعطاء المزيد والمزيد من دون تعب على رغم ما تحمله طبيعة المسائل من ضغوط لا تنتهي كان يستعجل الوصول إلى الرضوان الإلهي.
سيد ذو الفقار.. لم نقل كلمة سرك، التي كنت توارثتها بضخ الحياة والسرور بكل من حولك، وأنس بك المجاهدون والإخوة والأهل في التماسات عيونهم وسرائر قلوبهم، وراحة أنفسهم، شاهدوا فيك رفيق الدرب والعمر والأخوة والجهاد للشهيد القائد عماد، الذي ودعته مع لهفة شوق لا تنتهي إلا بلقائه.
أيها القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين.. تليق الشهادة العظمى بأمثالك، من الذين يساهمون في صنع تاريخ ناصع للإنسانية، في مواجهة أبناء الظلام صهاينة وتكفيريين.
أيها الشهيد القائد، خط النور الذي أضأته بدمك الشريف فانبلج شهادة لا كالشهادات، إنما يتصل بخط الشهادة الحقة، شهادة الإمام الحسين جدك وملهم طريقك في السير إلى الله.
أيها الشهيد القائد.. يا من شهادتك حياتك، برغم كل ما نختزن من أسى لغيابك المادي إلا أن حضورك النوراني سيبقى فينا ومعنا في مسيرة المقاومة التي تستمد قوة سيرتها من مجاهديها وشهدائها وقادتها الشهداء لتستمر بكم ومعكم يا بدر الشهداء وأيقونة الشهادة.
(&) قيادي في «حزب الله»