IMLebanon

دير القمر ترفض «العزل» وبريح وكفرحيم لـ«الاستمرار»

كان جو المعركة الانتخابية في دير القمر عاصفاً بفعل التحالفات السياسية. الرؤية بقيت ضبابية طوال الطريق نحو الاستحقاق، الى أن فتحت الصناديق كاشفة فوز 12 عضوا من لائحة «دير القمر بلدتي» المدعومة من التيار الوطني الحر والقوات، مقابل ستة أعضاء للائحة «القرار لدير القمر» مدعومة من حزب الوطنيين الاحرار والوزير السابق ناجي البستاني.

أعلى نسبة أصوات حققها المُرشح المُقرب من العونيين جورج يزبك. يحظى الاخير بتقدير الفعاليات الديرية مجتمعة. يصفه كثر «بالمحبوب». هو محسوب على لائحة «دير القمر بلدتي».. وحاولت لائحة «القرار لدير القمر» ضمه اليها.

بين جورج يزبك والسفير السابق ملحم مستو، رئيس لائحة «دير القمر بلدتي»، «فارق نحو 200 صوت». فهل سيكون مستو الرئيس بحسب الاتفاق العوني ـ القواتي أو ان التكتلات والنتائج التي أفرزتها الانتخابات سيكون لها كلمة اخرى ويتقدم خيار يزبك؟

يؤكد الوزير السابق ناجي البستاني و «الميتر» فادي حنين لـ«السفير» وحدة فريقهم المُخترِق للائحة المنافسة: «ستة أعضاء برؤية وقرار موحديّن في المجلس البلدي». بالنسبة لهما «الـ12 الفائزين من لائحة «دير القمر بلدتي» منقسمون بتوجهاتهم بين عوني ملتزم ومناصر للعونيين، قواتي ملتزم ومؤيد للقواتيين، اضافة الى مناصرين للحزب الاشتراكي ومستقلين».

رسالة الفائزين من «لائحة القرار لدير القمر»: الميل الواضح لدعم وصول يزبك للرئاسة.

في الماضي كانت التفاهمات الانتخابية «السياسية» السابقة للاستحقاق مؤشرا مبكرا للفشل. سبق للدير أن عايشت مثل هذه الحالات. وانتهى الامر بحل البلدية وتسلم القائمقام شؤونها. فهل يتكرر السيناريو؟

يقول الوزير ماريو عون لـ«السفير»: «من المبكر الحديث عن إشارات الفشل. نجحنا بكسب 12 عضوا، وتجمعنا النية الصادقة للانماء، ووضعنا برنامجا لمصلحة الدير، ونحن الاكثرية».

ويرى جازماً أنه «لن يكون هناك خلاف على الرئاسة طبعا.. اتفاقنا واضح تماماً ومتين مع القوات: ملحم مستو رئيسا».

مفارقة انتخابات دير القمر انها جمعت الحليف والغريم التاريخي في لائحة واحدة: «الريس دوري» مع ناجي البستاني. والقوات مع العونيين. يؤكد النائب جورج عدوان أن معركة الدير ليست في وجه شمعون إنما بوجه البستاني، «لكن النتائج اتت بما لم تشته السفن القواتية»، كما يقول «مراقب ديري». يأخذ خصوم عدوان عليه فشله في إيصال أخيه بيار عدوان الى المجلس البلدي، وهو «حل في المركز 28 بفارق 400 صوت عن آخر الفائزين». كما أن خمسة من بين الاعضاء الستة الذي خرقوا لائحة التحالف القواتي ـ العوني مقربون من الوزير البستاني، والسادس هو «الميتر» حنين المحسوب على «الريس دوري»، وقد حقق نتائج متقدمة بلغة الارقام فحل ثالثا يليه مستو رابعا.

التاريخ شيخ وقور علمته الايام. فهل تعيد دير القمر افراز الخلافات داخل المجلس البلدي أم أن الانماء سيكون غالبا؟ جورج عدوان وماريو عون يجزمان بان «الانماء سيعلو ولا يعلى عليه». ومن ليس محسوبا على هذا الفريق او ذاك، كالعميد أدونيس نعمة، يُرجح «تكرار سيناريو الماضي، وتعثر المجلس البلدي».

الانتظار أفضل مستشار

فتحت الصناديق في بريح.. وحلت المفاجأة: انكسرت صيغة العرف التعايشي 6/6. فاز سبعة اعضاء من الموحدين الدروز مقابل خمسة مسيحيين. استدعت النتيجة ردود فعل على أكثر من صعيد، لا سيما أن بريح لا تشبه إلا نفسها. هي بلدة التهجير والمصالحة. بلدة ذكريات الماضي وأمل المستقبل، وقد اقترعت أمس الأول للمرة الأولى منذ العام 1964.

تركزت المعركة في بريح بين لائحتين، أولى يرأسها صبحي لحود، وثانية برئاسة طانيوس لحود. في كل منها 6 مرشحين دروزا و6 مسيحيين. فما الذي قلب المعادلة الذهبية؟

يشدد وكيل داخلية الشوف في «الحزب التقدمي الاشتراكي» رضوان نصر لـ «السفير» على أن ما حصل «هو عمليات تشطيب كثيفة عند المسيحيين في سياق التسابق للوصول الى الرئاسة أفضى إلى نتيجة مماثلة. وهذا ما تبينه دراسة أقلام الاقتراع». يتابع: «حرصنا بشدة على صيغة 6/6 إلا أن النتائج أتت على هذا النحو».

وعما يمكن ان يقدمه الدروز لحماية التعايش، فيقول: «الأهم ان الرئاسة ستكون للمسيحيين برغم هذه النتيجة، وهذا أمر مفروغ منه. كما ان وجود 7 دروز ايضا سيكون ضمانة لاستمرارية المجلس البلدي».

في المقابل، يقول المرشح الفائز ميلاد الخوري لـ«السفير» إن «النتيجة اتت في اطار التشطيب في اللائحة التي يرأسها طانيوس لحود، فنجح خمسة مسيحيين كانوا في الاساس مرشحين على اللائحة المنافسة برئاسة صبحي لحود».

الدروز اليوم يؤكدون بلسان نصر ضمانة مقعد الرئاسة للمسيحيين، الا ان معلومات «السفير» تشير الى تنافس حاد سيكون بين المرشحين الفائزين عيد حسون وصبحي لحود للظفر بست سنوات مقبلة.

كفرحيم: يدا بيد

حتى الصندوق الثالث من أصل اربعة كانت كفة المعركة في كفرحيم تميل نحو المناصفة «ستة أعضاء للائحة شباب كفرحيم ستة للائحة «كفرحيم بلدتي»، ومع الصندوق الرابع مالت الكفة لصالح لائحة «كفرحيم بلدتي» لتنتهي المنافسة بنتيجة: 9/ 3 بفوارق متقاربة لا تتخطى الثلاثين صوتا، وهو ما يرى فيه «شباب كفرحيم» انجازا تاريخيا لهم في منطقة تعتبر فيها كلمة العائلات والاحزاب والاجباب حاسمة.

المخترقون من لائحة «شباب كفرحيم» هم: حماد ابو ضرغم، نصير ابو خزام وماجد ابو خزام. الفائزون الثلاثة كما بقية زملائهم تعهدوا قبل الاستحاق «بعدم الانسحاب مهما كانت التحديات». في المقابل كان تعهد ايضا من «كفرحيم بلدتي» بالاستمرار في بلدة لم ينجح فيها ولا أي مجلس بلدي منذ العام 1964 لغاية اليوم بالصمود لاكثر من ثلاث سنوات بفعل ثلاثية: الاحزاب، العائلات والاجباب.

وعليه، يؤكد رئيس «لائحة كفرحيم بلدتي» نسيب ابو ضرغم والناشط في شباب كفرحيم هشام ابو خزام، على «الإيجابية بالعمل معا ويدا بيد» لإنماء كفرحيم. ويصف ابو خزام الفائزين من اللائحة المنافسة بـ«الممتازين»، فيما يشدد ابو ضرغم على كفاءة الفائزين من لائحة الشباب ورغبتهم بالعمل.

واستكمالاً لإنجازهم الانتخابي، سيؤسس «شباب كفرحيم» «جمعية شباب كفرحيم» وفق أبو ضرغم، مؤكداً على «أننا نتعامل بعد فرز النتائج أننا كنا 9/3 اما بعدها فاصبحنا 12 بقلب واحد».