Site icon IMLebanon

الموفدون يجمعون «داتا رئاسية»: رفض مرشحي «8 و14 آذار»

قصر بعبدا سيبقى شاغراً إلى نيسان.. على الأقل؟

الموفدون يجمعون «داتا رئاسية»: رفض مرشحي «8 و14 آذار»

رغم كل ما يصاحب زيارة الموفدين الدوليين الى لبنان من اجواء توحي بأن امرا ما قيد الاعداد والتحضير في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي، الا ان طبيعة المحادثات مع الفرقاء اللبنانيين، الرسميين منهم او الحزبيين، تظهر أن الحراك الدولي لا يتعدى في حقيقة الامر كونه محاولة مكررة للايحاء بأن شيئا ما سيحصل، بينما الواقع يقول إن لا شيء عملياً حتى الآن سوى الاستمرار في الاستيضاح والاستطلاع.. الى ان «تقضي التسوية الاقليمية امرا رئاسيا كان مفعولا»، على حد تعبير مرجع رفيع التقى الموفدين الروسي ميخائيل بوغدانوف والفرنسي فرنسوا جيرو.

لم تخرج حركة الموفدين من دائرة الاستماع والاستكشاف واستطلاع اي جديد لدى الفرقاء اللبنانيين، ولكن يبدو ان الموفدين كلما حضروا الى لبنان ازدادوا ضياعا لعدم وجود اي ضوء في نفق الرئاسة المظلم حتى الآن قد يوصل الى الطريق المؤدي الى اتمام هذا الاستحقاق.

«ليس لدى الموفدين اي شيء عملي يرقى الى مستوى المبادرة» وفقاً لمعلومات المرجع نفسه، «فهم يجولون على الجميع ويعمدون الى جمع معطيات من الشخصيات اللبنانية، سواء كانت مواقف حول الرئاسة ام ذرائع تمنع عملية اتمام الاستحقاق، بحيث اذا وصلوا الى مرحلة الكلام الجدي مع اللاعبين الاقوياء داخليا واقليميا، تكون لديهم الداتا الكاملة حول ملف الاستحقاق التي يستندون اليها في تقديم الحجج والتبريرات في حال تحديد مسار رئاسي معين».

في رأي المرجع «ان كل كلمة يدلي بها اي مسؤول لبناني، ستُحسب عليه لاحقا في معرض الغوص الجدي لحسم الاستحقاق اسما وتوقيتا»، داعياً القيادات اللبنانية للانتباه الى مواقفهم وعباراتهم، لان هناك ما يشبه «ويكيليكس رئاسية» جاهزة لطرحها في الوقت المناسب. «وهذا يعني داخليا انه عند الوصول الى مرحلة الحسم، يستطيع الطرف الدولي المعني القول للمرشحين الاساسيين اننا لاحظنا استنادا الى المعطيات التي تكونت لدينا بأنه من الصعوبة بمكان ان يحوز احدكم على التأييد الطلوب للوصول الى سدة الرئاسة، وهذه الصعوبة نتيجة الاسباب المحددة والتي سيتم اسماعها للمعنيين، وتاليا الاستمرار في التشبث بهذا الموقف او ذاك يعطل الوصول الى حل في هذا الملف او ذاك وتحديدا الملف الرئاسي».

الفرنسيون تحدثوا مع كل من ايران والفاتيكان، وهذا الحديث متواصل وسيستمر، ولكن يبقى الحديث مع السعودية التي عادة ما يتولى امر التواصل معها موفد اممي وآخر اميركي، الا ان لا مؤشرات في هذا الاتجاه حتى الآن، اي ان دائرة التواصل المفضي الى حراك عملي ومنتج يحتاج الى استكمال الحلقة السعودية، الغائبة حتى الآن، باستثناء الدعم السعودي للحوار المنتظر بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» والذي عبّر عنه السفير السعودي علي عواض العسيري.

لكن الملاحظ ان الموفدين لم يدخلوا خلال لقاءاتهم مع القيادات اللبنانية في العمق، واقتصر الكلام على وجوب اجراء الاستحقاق الرئاسي وانه من الضروري ان يكون الرئيس المقبل للجمهورية متوافقا عليه، ما يعني أن الكلام لا يزال يدور حول المبادئ الاساسية.

ثمة تأكيدات أن الموفدين الدوليين لم يدخلوا بالاسماء مع اي من الشخصيات التي تم اللقاء بها، لا تلميحا ولا تصريحا، «هم لا يسمحوا حتى الآن لانفسهم بالدخول في الاسماء طالما انه لم يبرز اسم محدد يمكن ان يحقق توافقا. واذا عدنا الى العام 2007، كانت الاغلبية الساحقة متفقة على اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان قبل الدخول في الشغور الرئاسي، ولكن تأجلت عملية الانتخاب لاعتبارات عديدة معروفة، وعندما اجتمع الفرقاء في الدوحة كان الاسم متفقاً عليه، وكان هناك امكانية للتغيير او للتثبيت، ولكن خيار المجتمعين ذهب الى تثبيت الاسم. الآن لا يوجد اسم محدد عليه شبه اجماع، هناك عدة اسماء مطروحة ولكن لم يبرز حتى الان توجه للاتفاق او لتثبيت احد هذه الاسماء».

يجزم المرجع، استنادا الى ما سمعه «ان الموفدين تكونت لديهم خلاصة بأن هناك صعوبة قصوى في الاتفاق على أحد مرشحي 8 و14 اذار، وكلام الرئيس سعد الحريري هو التعبير الاوضح عن عدم القدرة على المجيء بأي رئيس لا من 8 ولا من 14 اذار، حتى اولئك الذي يتمتعون بشخصية حوارية مقبولة، ولكن بمجرد انتمائهم الى احد الفريقين تبرز الصعوبة امامهم لانتخابهم في سدة الرئاسة الاولى، لذلك عندما تحين الفرصة الاقليمية المؤاتية يبدأ البحث الجدي».

«في السابق قلت إنه في العام 2014 لن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية، واليوم اقول ليس مؤكدا انه في العام 2015 هناك انتخاب للرئيس وعلى وجه التحديد وبشكل قاطع انه في الفصل الاول من العام 2015 لن يكون هناك رئيس.. بعده ربما.. وهذه الاخيرة حمّالة اوجه» يختم المرجع.