Δ .. دلتا الكارثة المتنقلة بسرعة الرّيح وصلت إلى لبنان، أرقام الوافدين إلى مطار بيروت والحاملين لفيروس كورونا في نسخة متحور Δ هي أرقامٌ تستدعي ضبط النفس بشدّة كما تستدعي «الهلع» كُلّه، في لحظة الوضع الصحي فيها منهار وتعاني المستشفيات ما تعانيه من تأمين مستلزماتها، في بلد لو مسحت صيدلياته من شماله إلى جنوبه بالكاد ستجد حبّة بنادول، فكيف سيواجه هذه النّسخة الخطيرة المستجدّة من كورونا؟!
يشكّل المطار الخطر الأكبر، كما كلّ مرّة منذ شباط العام 2020 والفيروس يأتينا من بواباته، نقيب الأطباء في لبنان شرف أبو شرف دعا بالدرجة الأولى إلى اتخاذ تدابير مشدّدة في المطار والبرّ مع الوافدين إلى لبنان، وضرورة إجراء فحص PCR من دون تهاون، وفرض الحجر الصحيّ، ولكن لم نسمع شيئاً عن اجتماع جدّي وتدابير جديّة لمواجهة متحور Δ فيما ترتفع أرقام الوافدين الذين يحملونه بشكل خطير جداً وسط حالة لا مبالاة عامّة وتدني نسب اتخاذ أعلى درجات الوقاية، تحت ضغط المبرّرات المعتادة «فريش دولار» اللبنانيين العائدين لرؤية ذويهم، الوضع المالي للمطاعم والمقاهي والملاهي والمسابح، أليْست هذه كارثة قادمة علينا وعلى وجه السّرعة!؟
تشير الأرقام إلى أنّ متحور Δ ينتقل من شخص إلى ثمانية، في وقت تؤكّد بعض الدراسات أنّه قد ينتقل إلى 15 شخصاً بسرعة استثنائية مقارنة بباقي السلالات، والقلق ينتشر في مختلف دول العالم، نظرة على وضع أستراليا كافية للحذر من الفشل والقضاء على كلّ الجهود المبذولة طوال عام ونصف العام لمواجهة الوباء الذي يعود من جديد وبصورة أكثر توحّشاً، مع الأخذ في الاعتبار أنّ هناك تكتّماً على الأرقام الحقيقيّة للإصابات في لبنان!!
نحن أمام سيناريو الصيف الماضي نفسه، الحفلات والأعراس والمسابح والعائدين الذين طلب منهم حجر أنفسهم فنزلوا وأختلطوا بكلّ أبناء قريتهم ناشرين الوباء في أنحاء البلد، حتى وصل الأمر إلى حافّة انهيار المؤسسات الصحيّة، فشكّل الأمر صفعة أجبرت الجميع على الإقفال التام في أعياد الميلاد ورأس السنة الماضية، وبالطبع ذاكرة اللبنانيّون مثقوبة إلى أبعد الحدود!!
فرض تدابير صارمة وإجراءات وقاية وعقوبات مشددة جداً، وأغلب الظنّ أنّ هذا كلّه لن يكون كافياً، أو على الأقلّ لن يكون صادقاً، ولن يكون الأمر متساوياً على الأراضي اللبنانيّة ولن يكون صعباً فضح الالتزام بإجراءات الوقاية!!
إبقاء المطار مفتوحاً لا نعرف إلى أين سيقود البلاد لا أحد يعلم خصوصاً أننا في مرحلة السلالة الرّابعة؟ حتى المواطن اللبناني إذا سألته ماذا يختار، سيختار أن يبقي البلد مفتوحاً وليَمُت من يَمُت فـ»الفريش دولار» أبدى بالنسبة له وسيبقى غير عابئ بعمليّة الانتحار الجماعي التي تنتظرنا وسيتسبب بها وضع البلد والمطار السائب، أخشى ما نخشاه أن يكون الأوان قد فات على السيطرة على أرقام الإصابات التي تتضاعف بسرعة خارقة، وسيتحمّل الشعب اللبناني المسؤولية الكبرى في حال وصلنا إلى تفشي متحوّر دلتا لأنّه كالعادة لم يأخذ بأسباب الوقاية!!