Site icon IMLebanon

إتفاق الترسيم في عهد عون والرئيس المقبل يضغط زر مضخة الغاز

 

ليس صحيحاً أن لبنان لم يوقع اتفاقاً غير مباشر او بالواسطة مع «إسرائيل» او مع «الكيان الصهيوني»، فإن لم يكن ما حصل في موضوع ترسيم الحدود البحرية اتفاقاً فما هو إذاً؟

 

ما جرى هو مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل وليس بين لبنان وفلسطين المحتلة، ولم تذكر عبارة فلسطين المحتلة في النص الأميركي الذي وافق عليه الجانبان اللبناني والإسرائيلي وهو نص موحد، وفيه التزامات من قبل الطرفين تعهدا بتطبيقها بضمانة من الولايات المتحدة الأميركية.

 

وبناء على ذلك يفترض بالطرفين أن يحترما هذه الحدود البحرية، ولا يمكن لأي منهما أن ينقض هذا الاتفاق بحجة أنه لا يعترف بالآخر، فهل هذا الاتفاق هو اتفاق مرحلي؟ أي هل ان الدولة اللبنانية تخطط مثلاً  للإلتزام به لفترة معينة ثم تقوم بنقضه بحجة أنها لا تعترف بإسرائيل وأن أوان تحرير فلسطين قد حان؟

 

ما حصل هو اتفاق فعلي ولو أراد البعض الإشاحة بنظره عن هذه الحقيقة، وطبعاً هو لا يرقى إلى مستوى التطبيع ولكنه يفرض هدوءاً واستقراراً على طول الحدود البحرية امتداداً على طول الخط الأزرق البري وصولاً إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة حيث الهدوء هناك كما لم يكن في أي وقت مضى.

 

هذا الاتفاق يتيح للبنان استغلال ثروات النفط والغاز، وكانت السلطة في لبنان قد شكت مراراً من أنها ممنوعة من استغلال هذه الثروات وأن الأميركيين يقفون وراء ذلك إلى أن أتت ظروف الحرب الروسية الأوكرانية واشتدت الحاجة إلى الغاز فتحركت الولايات المتحدة وأوروبا لإيجاد البدائل ووجدتا بعضاً منه في الحوض الشرقي للبحر المتوسط وضغط الأميركيون من أجل التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل ونجحوا وامتدت مفاعيل هذا التحرك الأميركي نحو اتفاق قبرصي إسرائيلي بخصوص حقل أفروديت، ووصلت إلى حقل غزة مارين قبالة شاطئ قطاع غزة وهو المكتشف منذ العام 2001 ولم يكن مستغلاً.

 

من مفاعيل هذا الاتفاق إن احسنت الدولة استخدامه أنه سيؤدي إلى ازدهار اقتصادي ومالي في لبنان ولكن هذا الأمر يبقى مرتبطاً باتفاق داخلي قد يكون أصعب من الاتفاق الذي حصل بشكل غير مباشر مع إسرائيل، اتفاق على بناء دولة لا تُنهب ولا تُستباح.

 

نعم وكما قال النائب غسان عطالله «فعلها ميشال عون» وفي عهده تم الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ولكن في عهد غيره ستحفر البئر الأولى التي ستكتشف فيها كميات تجارية من الغاز وسيضغط الرئيس العتيد على زر المضخة ووسائل الإعلام تنقل الحدث مباشرة وهو يتلقى التهاني من المحيطين به.