IMLebanon

بعد ست سنوات…. دمشق “ردتها ” للجنرال

 

 

دون منازع، ورغم كل الاحداث المتزاحمة والمتداخلة على الساحة اللبنانية، كاد الاسبوع الاخير من ولاية رئيس الجمهورية، لو سارت سفنه وفقا لما قدر له، ان يكون “غازيا” بامتياز، يعوض بمداخيله اضعاف اضعاف الخسائر المكتشفة خلال السنوات الاخيرة، ويساهم في إخراج لبنان من “جورته”، وان كان وفقا للتقييم الدولي، من الاتفاق المبرم مع “اسرائيل” بضمانة أميركية، والمنظر مع قبرص بدفع بريطاني، والمعلق مع سوريا “بدفشة” روسية.

 

واضح في القراءة الموضوعية لمسار اتفاقية الترسيم ان “مدفعجي بعبدا” عرف ان يلعب في التوقيت الصح ورقة من أوراق التفاوض الإستراتيجي الأساسية في زمن التسويات الكبرى، مقتطعا لنفسه على الأرجح أبرزها، “تيكيت” خروج من بعبدا إلى الرابية، ادخله التاريخ من باب جديد، جعل من عهده مرة جديدة ان يشهد سابقة دخول البلد نادي الدول النفطية، تماما كما دخل موسوعة غينيس اكثر من مرة خلال سنوات العهد الست في اكثر من مجال، شكل فيها تذبذب الدولار وأسعار الصرف المختلفة احد أبرز اوجهها.

 

مصادر متابعة أكدت ان الرئيس عون لم يخاطر ” ببلاش” بامكانية حصول مشكل بينه وبين حليفه، الذي انتزع منه الورقة، يوم رفض توقيع مرسوم الخط ٢٩، مصرا على الخط ٢٣ استنادا إلى اتفاق الإطار الذي “أقره” رئيس مجلس النواب بالتعاون مع اموس هوكشتاين نفسه، حاشرا الجميع في الزاوية.

 

عليه تشير المصادر ان الباب ما زال مفتوحا أمام المفاجآت التي قد يخرج بها “العماد” على اللبنانيين، ومنها الحديث في الكواليس عن إمكان انتقال رئيس الجمهورية بالطوافة إلى قيادة القوات الدولية في الناقورة وتسليم قائدها نسخة من الاتفاقية الموقعة من لبنان، لتسليمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بعدما صرف النظر عن اقامة احتفال لتوقيعها في القصر الجمهوري.

 

اما مع سوريا وبعد “الفرحة التي لم تصل للقرعة” مع ذوبان التقارير المبالغ فيها وبيان حقيقة الموقف الرسمي، يبدو أن محاولات البعض تنغيص الإنجاز قد نجحت، إذ يبدو أن دمشق التي بقيت “بالعة الموس لست سنوات”، رأت الفرصة سانحة “لرد الجميل” لعهد لم يزرها سيده رغم الخبز والملح والطلبات “اللي ما بتخلص”، فتراجعت عن موعد، تقول مصادرها، انه لم يحدد اصلا، حيث اشتمت رائحة طبخة غير مريحة في بيروت، بدءا من المتداول عن تعيين سفير جديد وصولا إلى تضخيم موضوع الترسيم وما رافقه من كلام عن عدم رغبة البعض بالانضمام إلى الوفد، أضف إلى كل ذلك عدم حماسة روسيا لتقديم ورقة مجانية في ظل المواقف الرسمية اللبنانية والاصطفاف في المحور الاميركي على خلفية الصراع الأوكراني.

 

في كل الأحوال، تبقى قبرص المستعجلة بدفع بريطاني، بعدما اكتشفت كميات ضخمة في عدد من الجيوب الغازية المتاخمة للمنطقة المتنازع عليها، وبالتالي بات الترسيم مصلحة استراتيجية لها، لذلك وفقا لاوساط ديبلوماسية ،فان هذا الملف سيترك حله وتظهير اتفاقه لابنها اللبناني المدلل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ، ليملأ الفراغ بإنجاز، لن يحتاج لرئيس او حكومة او مجلس، بعد سابقة الاتفاق مع “اسرائيل”.