Site icon IMLebanon

إتفاق الترسيم ماشي ماشي

 

 

اذا كان الرد اللبناني لم يتأخر على المقترح الاميركي، فالجواب “الاسرائيلي” على تعديلات بيروت جاء باسرع من المتوقع، ليخلق لغطا واخذ ورد، وتوترات ، حسمها الوسيط الاميركي ببضع كلمات” تل ابيب لم ترفض الاتفاق انما لديها ملاحظات”، فيما ممثل لبنان يؤكد ان الـ 10% المتبقية للتفاوض هي مصيرية، ليبقى الباب مفتوحا امام الاتفاق متى حان التوقيت ، بعدما “بلع” الجميع في الداخلين اللبناني و “الاسرائيلي” ،”ربط النزاع” الاميركي الصنع.

 

واذا كان ثمة من يصر على ان الاتفاق المنتظر هو “خياطة” اميركية – إيرانية، غير أن مصادر ديبلوماسية عليمة تجزم بان اي تواصل مع طهران، مباشر او غير مباشر حول الملف لم يحصل، وان واشنطن انطلقت في اقتراحها المكتوب من حل وسط تمخضت عنه جولات الوسيط “هوكشتاين”، وما سمعه من الطرفين، رغم ان البيت الأبيض تدخل في أكثر من محطة لممارسة الضغوط وما زال، مؤكدة ان أطرافا كثيرة في العاصمة الاميركية، من الإدارة وخارجها ، لم تكن متحمسة لانجاز المهمة او راضية عن نتائجها.

 

واعتبرت المصادر ان الهدف الاساس لسرعة انجاز الاتفاق يتمثل في رغبة اميركية – “اسرائيلية” مشتركة لاستخدامه في الانتخابات الداخلية في كلا البلدين، حيث يبدو أن التعثر الايراني تقابله ارادة بعودة نتنياهو الى رئاسة الحكومة، وهو ما ترجم بوضوح في مواقف الاخير ودفع برئيس الوزراء الحالي الى تصعيد موقفه متبرئا من الاتفاق، راميا الكرة في “حضن” المحكمة العليا والكنيست، يقابل ذلك صراع داخلي لبناني ، لم يزعج المعنيين في الخارج، حيث يرغب الكثيرون “بسرقة” الانجاز من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، الذي كان يملك خطته الخاصة وتصوّره لآلية وطريقة الخطوات الاجرائية لتنفيذ الاتفاق، لذلك والكلام للمصادر، فان اي اعلان رسمي عن التوصل للاتفاق النهائي لن يكون قبل مغادرة “الجنرال” بعبدا ، وظهور نتائج الانتخابات “الاسرائيلية”.

 

اما على المقلب الآخر ، ودون ان تنفي المصادر او تؤكد وجود تواصل عبر طرف ثالث تم مع حارة حريك، تدل أصابع الاتهام فيه إلى فرنسا، التي أرادت تحقيق مصالحها الاقتصادية عبر “توتال” وهو ما نجحت فيه ، الا انه ومنذ انطلاق قطار الوساطة الاميركية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”اسرائيل”، اصطف حزب الله خلف الدولة اللبنانية واعلن دعمه موقفها ملتزما بهذا التوجه بشكل كامل ولم يخرقه الا “شكليا”، معربة عن اعتقادها وفقا للمعطيات الديبلوماسية المتوافرة ان حارة حريك مطمئنة الى ان الاتفاق بات امرا واقعا، وان اي اجواء تصعيد ليست واردة خلافا لكل ما يتم تداوله، اما عن رفض “اسرائيل” الرد اللبناني، اعتبرت المصادر ان لا احد كان يتوقع ان توافق “تل ابيب “على الرد اللبناني كما هو، من هنا فان سيناريو الاخراج لهذه المسألة سيكون عبر الأخذ ببعض الملاحظات الطفيفة اللبنانية وإدخالها ضمن الاتفاق النهائي، اما الملاحظات الاخرى قد تُعتبر بمثابة تحفظات لبنانية كما سبق وحصل.

 

هكذا بقدرة قادر وبارنب مجهول الهوية اخرج اتفاق الترسيم من جدل التوقيع والقرار، ومن دوامة الحكومة الكاملة الصلاحية والفراغ الرئاسي ليسجل الجميع نقاطا لصالحه، على ان تبقى صناديق الاقتراع في العواصم الثلاث محك الاختبار الاساسي لمرحلة ما بعد الترسيم…. وغدا لناظره قريب….