المواطن اللبناني قلق وتَوَجَّسَ شَرّاً أي أحَسَّ بِهِ وهو لا يتردّد في طرح “شو في حرب؟”، بصراحة أكثر، تشاءم اللبنانيّون منذ أبلغوا أنّ الصيف اللبناني واعد جداً والحجوزات full فوراً تذكّروا الصيف الواعد العامر الذي وعد أمين عام حزب الله حسن نصرالله على طاولة الحوار في العام 2006 بأنّه سيكون صيفاً هادئاً فكان حريقاً ودماراً وخراباً على لبنان، لذا وجد من قال “هيدي عادتو”!
لم يبقَ أحدٌ من فريق أو فرقة حزب الله إلا وخرج على اللبنانيّين بتغريدة أو تصريح يهدّد فيه العدوّ الإسرائيلي ويبلّ يده بالخطّ 29 والحقّ اللبناني. ولكنّ أغربهم كان التهديد الصادر عن محمد مرتضى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، إذ للحقيقة بلاغة تهديده فيها الكثير من رغبة الاستيزار مجدّداً لذا استعجل إطلاق مواقفه التي دفعت العدوّ للنزوح وإخلاء مدن ومستوطنات بعدما أكد للعدو أنّ الزّحف سيبدأ من لبنان باتجاه أراضي العدوّ!
قد يكون باعث الخوف الأكبر عند اللبنانيّين هو التهديد الأخطر الذي سبق ووجهه أمين عام حزب الله حسن نصرالله عندما اعتبر أنّ الهيكل العسكري لحزب الله وحده يضم 100 ألف مقاتل، وأغلب الظنّ أن السياسيّين نسوا هذا الرّقم ولكن اللبنانيّين لا يزالون يذكرونه، وربما لهذا السبب وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال هدد العدوّ بالزّحف، خصوصاً أن الأمين العام هدّد مرّة بمشاركة كتائب وألوية العراق وأفغانستان وباكستان واليمن ومن هؤلاء كتائب “عصائب أهل الحق” و”فيلق بدر” و”حزب الله العراقي” ألوية أبو الفضل العباس وكتائب سيد الشهداء وذو الفقار فرقة “فاطميون” وفرقة “زينبيون” وفيلق “ولي الأمر” وسواهم في الحرب المقبلة، فهل من يجيب على القلق الذي يوسوس للبنانيّين بمخاوف الحرب والسّلم والمفاوضات؟!
وفي عزّ هذا القلق نجد أنّ السلطة اللبنانيّة والتي لا ترى أبعد من أنفها تتجاهل عن سابق تصوّر وتصميم كلّ السيناريوات الرديئة التي قد تعصف بلبنان فيما هي عاجزة حتى عن طرح سؤال جديّ واحد عن مصير لبنان وشعبه، فيما العهد وتياره وصهره منشغلون في إبعاد موعد الاستشارات النيابيّة عسى بهذا التأخير يبعدون شبح تشكيل حكومة لا تخضع لشروط ووزارات جبران باسيل.. والمضحك المبكي في هذا الواقع أن صهر العهد لا يعرف أنّه ليس بمقدوره العبث بتوازن الطوائف وإن هو حاول ذلك مراراً وسبق وجرّب وباءت تجربته بالفشل الذّريع حتى أصبح اسمه علامة سوداء مرفوض وجودها في أي حكومة مقبلة!
نريد كامل حقوقنا في مياهنا وأرضنا وجوّنا ونريدها بالطّرق السلميّة والمفاوضات، حتى الحروب العظمى التي قتلت الملايين ودمرت دولاً وإمبراطوريّات وغيّرت مسار البشريّة انتهت بجلوس الجميع إلى طاولة مفاوضات تمثّل فيها الغالب والمغلوب، لا نريد مغامرات غير محسوبة ولا نريد حسابات “لو كنت أعلم” ومن حقّ الفريق اللبناني المتمسّك بحقوق لبنان وشعبه حتى النهاية أن يدعو إلى التعقّل خصوصاً أصحاب الرؤوس المخمّرة بالأوهام والتضليل فلا معنى لأي انتصار على كومة من الدّمار والخراب، نريد حقوقنا لنطوّر لبنان لا لنعيد إعماره بعد خراب ودمار، وعلى الدّولة أن تخجل من نفسها وتمسك بملفّ ترسيم الحدود البحريّة لا أن تختبئ تاركة دورها لمن يقول لنا إنّ الملف كلّه بيد حزب الله!