وصفت مصادر سياسية مطلعة المناخ العام السائد بعد اللقاءات التي عقدها الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين، بالحذر، وليس بالمتفائل، وفق ما سعى إلى تسويقه هوكشتاين نفسه الذي تحدث بعد اجتماع بعبدا، عن أجواء إيجابية، ولكن من دون الإفصاح عن أي طرح محدد كان قد عرضه، باستثناء ما جرى التلميح إليه عن اقتراب التوصل إلى نقاط تقاطع، أبرزها تمسك لبنان بحقل قانا وبكامل الخطّ 23، بينما لفتت هذه المصادر إلى أن الاساس في الموقف اللبناني الذي تمّ إبلاغه إلى الوسيط الأميركي، هو رفض لبنان لأية شراكة أو تقاسم للحقول النفطية في أي من المجالات المطروحة، وذلك وفق ما كان قد تردد في الساعات ال48 الأخيرة. وأضافت المصادر نفسها، أن هوكشتاين، لم يعرض للرؤساء الثلاثة خلال اجتماع بعبدا، أي طرح متعلق بهذه الإدارة المشتركة، وأن الموقف المبدئي المتفق عليه بين كل الأطراف اللبنانية، ركز على إسقاط أية أفكار تصب في هذا الإطار، من النقاش الذي دار خلال الإجتماعات مع هوكشتاين، وذلك بمعزلٍ عن كل التداعيات المترتبة عنه على مستوى عملية الترسيم بشكلٍ عام.
وفي سياقٍ متصل، كشفت هذه الأوساط، عن أن الإنطباعات الأولى لزيارة هوكشتاين، كانت أفضل من كلّ ما سبقها، وإن كانت لم تحسم عملية التفاوض، حيث أن الوساطة ما زالت مستمرة، وبالتالي، فإن حظوظ النجاح تكاد تساوي حظوظ الفشل، وستكون الأسابيع القليلة المقبلة، حاسمةً على صعيد تحقيق أي تقدم عملي يسمح بالحديث عن اتفاقٍ وعن بدء استفادة لبنان من ثروته النفطية.
ومن هنا، فإن المصادر المطلعة نفسها، أشارت إلى أن زيارات الوسيط الأميركي، ستتكرر إلى بيروت في المرحلة المقبلة، وستكون ضمن جدول زمني متقارب من حيث المواعيد، وذلك من أجل إحراز تطورٍ ما قبل أيلول المقبل، موعد بدء العمل في حقل «كاريش». وأوضحت أن المفاوضات، قد قطعت شوطاً متقدماً، ولكن لم تحقق أية نتائج حتى الساعة، باستثناء إبداء الأفكار وتحديد المسلّمات خصوصاً بالنسبة للمفاوض اللبناني، الذي ما زال حذراً بالنسبة للطرح الذي حمله هوكشتاين في جعبته، والذي لم يتقاطع مع ما أبلغه له الرؤساء الثلاثة خصوصاً بالنسبة للخط 23، الذي يصرّ لبنان على الحصول عليه ، ومن دون أن يكون لإسرائيل أية حقوق فيه.
وأضافت المصادر المطلعة نفسها، أن هوكشتاين، قد أبلغ الرؤساء الثلاثة أن إسرائيل، تطلب مقابلاً لحصول لبنان على كامل حقل قانا، وأنهم رفضوا ذلك في المطلق، مشددين على الحقل وعلى التمسك بكل البلوكات النفطية، وعلى رفض أي مشاركة لإسرائيل فيها في المستقبل، بعد إجراء عمليات التنقيب والإستكشاف، وبالتالي فإن هذا الأمر سوف يستدعي أن يعود الوسيط مجدداً إلى بيروت، بعد أن ينقل الموقف اللبناني أو الردّ الرسمي على الطرح الذي كان يحمله من «إسرائيل».