في العالم «قيصر صدق نفسه» بقدرته على قلب الطاولة، يهدد باستخدام «المفتاح» النووي، وفي بيروت قررت حارة حريك ان تكبس زرها الأحمر في وجه العهد وفريقه، على خلفية «تسليم» الاخير بالارادة الأميركية في ملف ترسيم الحدود، «كرمال عيون الصهر»، الذي ذهب ابعد، بعد اتهامه بالوقوف خلف بيان الخارجية الاخير، فكان القرار «بأنو ما عاد بدها، لهون وبس»، بعد أن «تخنها».
فلطالما أثارت تصريحات امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الاطمئنان في نفس «المفاوض الفعلي»، الذي نام على حرير باعتبار ان حارة حريك «آخر همها» ، فهي اساسا لا تعترف باسرائيل لتعترف بترسيم الحدود معها، في مقابل «نقزة» أميركية من ليونة «الممانعة والمقاومة» التي ارتكزت على ترك المعركة «ولعانة» بين رأس الدولة من جهة، والوفد المفاوض من جهة، والجيش الذي نجح في النفاذ من «خروم الشبك» وإخراج نفسه من «المعمعة»، التي رأت فيه بعض المصادر «ضربة معلم» لليرزة، افقدت الأطراف «لذة اللعب»، فكان قرار الضاحية بالدخول المباشر إلى الحلبة، ومواجهة رئيس الجمهورية، وإن على قاعدة «ضربة عالحافر ضربة عالمسمار».
بحسب مصادر ديبلوماسية غربية، فان محور «المقاومة» الذي اعتبر نفسه في موقع الرابح ، مع اطلاق روسيا عمليتها العسكرية الواسعة النطاق في اوكرانيا، وهو ما دفع الى اعادة تموضع الاطراف، من فرملة المفاوضات في فيينا، الى ملف ترسيم الحدود في لبنان، حيث قرر حزب الله رفع السقف عبر عدد من قياداته، ما خلط الاوراق على طاولة المفاوضات وعقّدها وصعّب مسارها.
فكلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، لا يمكن فصله عن زمانه، وعن المحطات التي سبقته، والتي أتى في سياقها، ليرتسم معه المشهد وتكتمل الصورة وفقا للاتي:
– الاجواء الايجابية التي تحدث عنها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، رغم السرية المريبة التي رافقت محادثاته، مع عدم تسريب اي معلومة، في بلد «مافي سر بضاين اكتر من كم ساعة».
– كشف السفير السابق دايفيد شينكر عن صفقة عرضت تتضمن اعتماد خط ٢٣ لترسيم مقابل رفع العقوبات عن رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل.
-اللغط الذي أثير حول سحب رسالة لبنان الموجهة إلى الأمم المتحدة، والحرية حول ما اذا كان ما حصل خطأ تقنيا فنيا، ام صفقة وتنازلا، ام قرصنة.
– تصريح رئيس الجمهورية يوم الأحد أن «الحزب منطقي، وترك للحكومة التعاطي مع ملف الترسيم، وهو يدعم ما سيتقرر في هذا المجال في ضوء نتائج المفاوضات والخط الرسمي الذي سيعتمد».
فقبل ان يجف كلام جنرال بعبدا، خرج «الحاج محمد»، بعد صمت طويل ليبوح «بالمخبى» ، ليتبين ان الرئيس عون أخطأ مرة جديدة في قراءته في كتاب الحارة، اذ بدا واضحا ان الحزب قد قرر رسم توازنات جديدة في ظل تقدم بوتين في مواجهة «خيال» أوباما برأيهم، عشية «كب أميركا في البحر»، محذرا العهد قبل غيره من الركض وراء التفاوض والتنازل «ببلاش»، واضعا نفسه لاعبا اساسيا في المفاوضات ونتائجها، ما يعني عمليا «بح تفاوض».
رئيس الجمهورية الذي لم «يبلع» كلام الحليف، بادر الى الهجوم عبر تغريدة حملت الكثير من المعاني سواء في توقيتها ومضمونها وشكلها، ما طرح تساؤلات كبيرة عما إذا كانت زيارة «آموس هوكشتاين» الاذارية ما تزال قائمة ام ان تطورات الايام الاخيرة قد عدلت في الاجندة الاميركية، «مطيرة بدربها» ما حكي عنه في الكواليس عن «طبخة»، وفقا لمتابعين، رغم مسارعتهم الى التاكيد ان مواقف رئيس الجمهورية كانت واضحة لجهة استكمال المسار الذي بدأ، مع اصراره على انجاز خطوات ملموسة في هذا الملف قبل نهاية ولايته، خصوصا ان اجواء واشنطن تتحدث عن «خرق ما» قد تحقق مع الجانب الاسرائيلي.
«عرقلة فيك تقول»، سحب للبساط من تحت جنرال بعبدا؟، «ايه ليش لا»، احراج لإخراج الصهر، بالطبع «ما بدها تنين يحكو فيا»، «اكيد بصم»، فكل الخطط الموضوعة لحظت «الغاز» كمصدر إنقاذ على المديين المتوسط والطويل، فتحت عناوين لا مساومة ولا تنازل ولا تفاوض، «رح يتبخروا الغازات» و «عنزة ولو طارت»، على ما تشير اوساط سياسية متابعة.
ببساطة ومن الآخر «مافي شي تغير، القصة وما فيها بلش الجد»، الحزب قرر الدخول على الخط مباشرة، واجبار الدولة التي كاللبيب من الإشارة تفهم، على ان تغير خياراتها، فملف الثروة النفطية بكامله من الأوراق الاستراتيجية للعب على الطاولة بين الكبار، وبالتالي ما كان ليسمح بإدخاله «بازار زواريب» رفع عقوبات او تسهيل مشاريع رئاسية، اذا ما صح المتداول من معلومات.