Site icon IMLebanon

“الله بِعَوِّض”

 

 

بالشكل، وكما كان مُنتَظَراً يتبارى اليوم أركان المنظومة بتبنّي انتصار الترسيم.

 

فرئيس الجمهوريّة يَنسبه الى صلابته، ومرشد الجمهوريّة يَنسبه الى سلاحه، ورئيس الحكومة يَنسبه الى علاقاته مع ماكرون، ورئيس المجلس يَنسبه الى جهده السابق، ونائب رئيس المجلس يَنسبه الى حذاقته، فأجمل ما قاله بو صعب: «إنّ الإتفاق هو مع الولايات المتحدة وليس مع إسرائيل التي لا نعترف بها».

 

تماماً كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال معتقدة أنْ لا أحد يراها.

 

ومن ثمّ تتفاخر المنظومة أنّه بفضلها وُجِدَ النفط والغاز! هل تذكرون لوحة إعلانيّة في البترون كُتِبَ عليها: «لبنان بلد نفطي، شكراً جبران باسيل»؟ فقد نَسِيَ المسؤولون اللهَ، لأنّ كلّ ما هو على اليابسة وفي عمق البحار هو من فضل ربّي وليس من فضل أيّ مخلوق على وجه الأرض.

 

هذا بالشكل. أمّا في المضمون فالكلّ يعلم أنّ إسرائيل تصدّر الغاز والنفط منذ سنوات الى مصر وأوروبا من حقولها العديدة، ومن ضمنها كاريش من دون أن تنتظر الإذن من أَحَد ومن دون ان تهاب أَحَداً. ليس لأن إسرائيل قويّة بل لأنها تستخرج الغاز من حقولٍ لم ينازعها عليها أحَدٌ.

 

فبعد أن أكّد العارفون والمتخصّصون والمطلعون أنّ اتفاق 17 أيار كان قد أعطى لبنان حقوقاً بحريّة أوسع بكثير من كاريش والخطّ 29، وبعد ان تراجع رئيس الجمهوريّة بشكل مفاجئ ومشبوه عن الخط 29 الذي أقام الدنيا ولم يُقعدها للمطالبة به، فلم نعد ندري أين الانتصار الذي يتحدثون عنه؟

 

يبقى أنّهم، وعلى رأسهم السيّد حسن نصرالله، قد بَشّرونا أنّ استخراج النفط والغاز هو السبيل الوحيد للخروج من ازمتنا الماليّة.

 

الآن فهمنا عندما يقولون لك «الله بِعَوِّض عليك». هم يشفطون مالَك وثرواتك والرب يُعطيك النفط والغاز، فلا داعي للمحاسبة عن نهب مئات مليارات الدولارات والمسامح كريم.

 

في تغريدة أخيرة له كتب النائب جبران باسيل: «في عهد الرئيس عون، لبنان سيسجّل أهمّ انتصار منذ العام 2000 في استعادة حقوقه».

 

نحن نصحّح تغريدته لنقول الحقيقة التالية: في عهد الرئيس عون سيسجّل التاريخ أنّه طارت حقوقنا وودائعنا وأموالنا ومستشفياتنا وجامعاتنا ومدارسنا وهاجر شبابنا وفرغت ساحاتنا وانقطعت مياهنا وكهرباؤنا ولم يبقَ لنا إلّا البكاء على أطلال الزمن الجميل.

 

رُبّ ضارةٍ نافعة، فالحرب الروسيّة – الاوكرانيّة رسّمت الحدود اللبنانيّة الإسرائيليّة.