هذا سيناريو الخميس منذ لحظة وصول هوكشتاين حتى التسليم بالناقورة!
فيما لا يزال الاستحقاق الرئاسي يدور في حلقة مفرغة نجماها الورقة البيضاء وميشال معوض الذي خفتت اصواته امس، بسيناريو مرجح ان يتكرر خلال الاسابيع القليلة المقبلة، وفيما يترنح الاستحقاق الحكومي منازعا بين الشروط والشروط المضادة، جزم مصدر بارز ان الوساطات التي كانت تكثفت وشهدناها بالايام القليلة الماضية بمحاولة لاخراج الحكومة من عنق الزجاجة قبل انتهاء ولاية عهد رئيس الجمهورية ميشال عون في 31 تشرين الاول، خفتت، ويبدو انه “مش زابطة ولا حكومة”، كما كان يراهن البعض في اللحظات الاخيرة التي تسبق خروج الرئيس عون من بعبدا. وحده ملف الترسيم يسير بالطريق المُرسّم له.
فالاعلان الرسمي وتبادل الرسائل الختامية للانجاز التاريخي الذي ادخل عهد رئيس الجمهورية ميشال عون التاريخ من باب الانجاز الاصعب والاجرأ، مدعوما بالموقف اللبناني الرسمي الموحد، وباتفاق اطار ارساه الرئيس نبيه بري، وبمقاومة اثبتت “قوتها الناعمة” عند الاستحقاقات المصيرية، بات اليوم ينتظر الساعات ال48 المقبلة، وتحديدا الخميس 27 تشرين الاول.
ولعل ابلغ ما يؤكد موعد الخميس المخصص للترسيم رسميا وختام اللقاءات، “وشوشة” نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب لرئيس البرلمان عند انتهاء جلسة انتخاب الرئيس، بعدما كان بري قد حدد الخميس المقبل موعدا جديدا للجلسة الخامسة، قبل ان يهمس بوصعب لبري ما مفاده “هوكستين جايي الخميس وبدو يلتقيك”، فعدل بعدها بري وحسم قراره بطريقة غير مباشرة بعدم تحديد موعد للجلسة المقبلة، تاركا النواب عمدا “لا معلقين ولا مطلقين” ليوم الخميس.
وبحسب المعلومات، من المتوقع ان يصل الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين مساء الاربعاء الى بيروت، على ان يزور الخميس صباحا قصر بعبدا حيث يلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون، مسلما اياه الرسالة الموقعة رسميا من الجانب الاميركي والموجهة لرئيس الجمهورية حصرا، والتي تتضمن بنود اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و “اسرائيل” والتي نشرت بالاعلام، لكنها موقعة بالحبر الازرق من قبل المسؤول الاميركي.
وبعد تسليم الرسالة لرئيس الجمهورية، وعلى عكس ما ظن البعض، تشرح مصادر مواكبة المسار الذي سيسلكه الترسيم رسميا، فتشير الى ان جهة لبنانية يفترض ان توقع على رسالة تقول ان لبنان استلم الرسالة الاميركية وهو موافق عليها وعلى بنودها، ولكن من هي هذه الجهة اللبنانية التي ستوقع؟ تجيب اوساط بارزة بانه حتى اللحظة لم تحسم بعد مسألة من سيوقع الرسالة، وتكشف ان رئيس الجمهورية ميشال عون سيوقع شخصيا الرسالة، وترجح هذا الامر، او من يكلفه الرئيس عون كمدير عام مثلا، على ان تسلم بعدها هذه الرسالة من قبل من ينتدبه الرئيس الى الناقورة الخميس للوسيط الاميركي وممثل عن الامم المتحدة، بالتوازي مع تسليم العدو الاسرائيلي للجانب الاميركي رسالة مشابهة موقعة منه.
وعليه، تجزم مصادر متابعة لملف الترسيم ان لا توقيع على اتفاقية في الناقورة يوم الخميس، ولا حوار هناك ولا احتفالية، انما فقط تسليم رسائل تسلم من بعدها كلها الى الولايات المتحدة والامم المتحدة.
على اي حال وبانتظار يوم الخميس 27 تشرين الاول الذي سيدخل التاريخ من باب انهاء اصعب الملفات: نهاية الترسيم البحري مع “اسرائيل”، فقد فتحت معركة الترسيم مع كل من سوريا وقبرص وسط معلومات تفيد بان الجانب القبرصي يصل مطلع الاسبوع المقبل الى لبنان للقاء المعنيين، فيما كلف الرئيس عون نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب ترؤس الوفد اللبناني الى دمشق يوم الأربعاء المقبل لاجراء لقاءات في سوريا، بهدف مناقشة مسألة الترسيم البحري، ويضم الوفد اللبناني بوصعب ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ووزيري الاشغال والخارجية وعضوي مجلس ادارة هيئة قطاع النفط وسام شباط ووسام ذهبي.
وفيما، كان الجانب اللبناني ينتظر ان يحدد الجانب السوري المواعيد للانظلاق وبدء نقاش الترسيم البحري مع سوريا، اتى خبر تلقي وزارة الخارجية اللبنانية كتابا من الجانب السوري يعتذر فيه عن استقبال الوفد اللبناني، وفيما تضاربت المعلومات بين مصادر في الخارجية اللبنانية حيث اشارت الى ان الجانب السوري طلب تحديد موعد آخر غير الذي كان مقررا يوم الاربعاء للوفد اللبناني، تحدثت مصادر مطلعة على الملف معتبرة ان بعض الاجهزة الامنية اللبنانية كما السورية لم يكن متحمسا، والامر ترجم بكتاب الاعتذار الذي تلقته الخارجية اللبنانية من الجانب السوري، وبالتالي رأت المصادر انه تبين ان ليس هناك قرار سياسي لدى بعض الاجهزة بلبنان وسوريا ببت مسألة الترسيم سواء البحري او البري مع سوريا، والوقت ليس مناسبا بالنسبة للبعض لخوض هذه المحادثات.