Site icon IMLebanon

خلط أوراق في الكواليس الإقليميّة… والترسيم أمام مفترق خطر

 

تكشف مصادر ديبلوماسية مطلعة عن مرحلة دقيقة تنتظر الساحة اللبنانية الداخلية كما أكثر من ساحة في المنطقة، نظراً للترابط ما بين الملفات السياسية والأمنية وأيضاً النفطية، إذ تربط ما بين التوتر المستجد على خطّ ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع اقتراب موعد إطلاق “إسرائيل” عمليات استخراج الغاز وتخزينه من قبل سفينة الإنتاج “إنرجين” في حقل “كاريش”، لكنها تجزم أن أياً من القوى الفاعلة والمؤثرة في القرارين الدولي والإقليمي، لا تنوي الذهاب، وفي ظل الظروف الحالية إلى أي تصعيد. وبالتالي فإن هذه المصادر تتحدث عن عملية خلط أوراق في الكواليس الإقليمية، سيتمّ بموجبها، رسم خطوط عريضة للتسويات المقبلة على قاعدة تفادي أي مواجهات ذات طابع عسكري تحت أي عنوان أو ذريعة.

ووفق المصادر الديبلوماسية، فإن الساحة اللبنانية تقف على عتبة استحقاقٍ هام، في ظلّ تنامي التوتر على خلفية الإستباحة “الإسرائيلية” للثروة النفطية، في منطقة يعتبرها لبنان متنازعا عليها، على الرغم من كل الإدعاءات “الإسرائيلية” في هذا المجال. وفي هذا الإطار، فإن لبنان ما زال في مرحلة دراسة خياراته إزاء التطور الأخير، وبالتالي فإن عدة خيارات مطروحة على طاولة النقاش، على ألا يستقر القرار على اي خيارٍ منها، إلاّ بعد لقاء الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، الذي من المتوقع أن يزور بيروت خلال مطلع الأسبوع المقبل.

وتعتبر هذه المصادر أن المرحلة الحالية شديدة الدقة والخطورة، باعتبار أن لبنان أصبح فعلياً في دائرة الضغط الإقليمي، وتحول إلى صندوق بريد لتبادل الرسائل بين الأطراف الإقليمية من جهة، وما بين هذه الأطراف وعواصم القرار الغربية، وتحديداً الأميركية منها من جهةٍ أخرى. وبالتالي، فإن المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، قد باتت على مفترق طرق لجهة الإستمرار في هذه العملية، فيما لو تقرر توقيع المرسوم 6433، ذلك أنه عندما طرح لبنان اعتماد الخطّ 29 رسمياً، بادر العدو الإسرائيلي عندئذ إلى طرح الخطّ رقم 1، والذي يقتطع أجزاءً من الحقول اللبنانية، فكان التفاوض عندها على الخطّ 23.

والأبرز في هذه الحالة، تضيف المصادر الديبلوماسية نفسها، أن تقوم الدولة اللبنانية، بحشد الدعم الديبلوماسي العربي والغربي لموقفها بشأن الحقوق النفطية، كي لا يجد نفسه في موقع معزول عن أي مساعدة او تعاون، وبشكلٍ خاص على مستوى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، لكي يحافظ على حقوقه في النفط والغاز في مياهه الإقليمية، ويمنع “إسرائيل” من استكمال مشروعها لإنتاج الغاز وتخزينه كما خططت له أي خلال الربع الأخير من العام الجاري.

ومن هنا، فإن المصادر ترى أن يستكمل لبنان كلّ عدة المواجهة ويستعد للمرحلة المقبلة من خلال جبهة داخلية واحدة، حيث من الأهمية بمكان إتمام عملية تكوين السلطة وتشكيل حكومة جديدة من أجل إطلاق آليات العمل التشريعية والتنفيذية للخروج من حال الإنهيار المتسارع المالي والإقتصادي كما الإداري.