Site icon IMLebanon

خيط رفيع بات يفصل بين الانفراج والانفجار في مسألة ترسيم الحدود البحرية

 

ضخ معلومات إيجابية غير مبنية على وقائع.. وانقسام حاد داخل إسرائيل حول الملف

 

 

يبدو أن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل قد دخل مرحلة دقيقة وحساسة لا بل خطيرة حيث ان خيطاً رفيعاً اصبح يفصل بين الانفراج والانفجار في ضوء احتدام المواقف بين القيادة السياسية والعسكرية في اسرائيل من جهة ولبنان والمقاومة من جهة ثانية، وما بينهما الضغوط الكبيرة التي تحاول الادارة الاميركية ممارستها بغية ان يكون اي اتفاق بهذا الشأن يلحظ المصلحة الاسرائيلية في الدرجة الاولى.

ووفق المعطيات فإن ما تبقَّى من ايام حتى نهاية هذا الشهر ستكون حبلى بالمواقف والاتصالات كون ان هامش المناورات واللعب على الوقت قد ضاق الى ابعد الحدود، وقد اكد السيد حسن نصر الله في اكثر من خطاب له ان «حزب الله» لن يكون في وارد القبول باستمرار هذا الحال، وان المقاومة باتت على أتم الاستعداد لخوض اي خيار تفرضه المصلحة اللبنانية، وتفرضه المحافظة على الثروة النفطية والغازية للبنان.

واذا كان لبنان ينتظر عودة الوسيط الاميركي في هذا الملف آموس هوكشتاين، فقد كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب المعروف بعلاقته مع هوكشتاين ومدى اطلاعه على هذا الملف منذ ان كان وزيراً للدفاع ان الوسيط الاميركي اجرى معه اتصالاً مطولاً جرى فيه استعراض لمسار المفاوضات حيث اطلع هوكشتاين بو صعب على ما توصلت اليه آخر اتصالاته مع المسؤولين الاسرائيليين والتي كان آخرها منذ ايام قليلة، مؤكداً انه سيتابع تواصله مع الاسرائيليين خلال الايام المقبلة، كما انه سيعاود التواصل معه خلال اسبوع لاستيضاح بعض النقاط تمهيداً لوضع تصوره خطياً لمناقشته في لبنان خلال زيارته.

وفي هذا السياق كان لافتاً ترويج اسرائيل عبر بعض المسؤولين وعن طريق الاعلام بأن الاتفاق مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية بات قريباً جداً وربما يكون ذلك الاسبوع المقبل، متحدثين عن تنازلات قدمتها اسرائيل مقابل تنازلات حصلت عليها تل ابيب من الجانب اللبناني، غير ان هذه المعلومات لم تلقَ صداها في بيروت التي يؤكد اكثر من مسؤول معني بهذا الملف ان كل ما يصدر عن الجانب الاسرائيلي لا يزال في دائرة المناورات واللعب على الوقت، مع ان وكالة «سبوتنيك» نقلت عن مصدر لبناني وصفته بالرسمي تأكيده بأن لبنان واسرائيل اقتربا من التوصل الى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وان الجانب اللبناني تبلغ بأن الجواب الذي سيحمله هوكشتاين من الجانب الاسرائيلي رداً على مقترحات لبنان سيكون ايجابياً، وقد وصل الامر بهذا المصدر الرسمي الى حد اعتبار ايلول المقبل سيكون حاسماً في هذا الملف.

من الجانب اللبناني غير الرسمي يؤكد مصدر مقرب من المقاومة بأن لبنان بات قريباً من تحقيق معادلة جديدة من شأنها ان تعيد الكرامة والعزة للبنانيين وهي تقوم على التالي: لا قطرة لدينا، لا قطرة لديهم، لا استخراج للنفط والغاز لدينا، لا استخراج لديهم ونقطة على السطر، مشدداً على ان المقاومة اخذت الخيار المطلوب وهي لن تحيد عن هذه المعادلة قيد أنملة حتى ولو اجتمع كل العالم لذلك، موضحاً أن المقاومة تنتظر الايام المقبلة وما يحمله الوسيط الاميركي الذي يفترض ان يزور لبنان لابلاغه بالموقف الاسرائيلي من المقترحات اللبنانية لكي تبني على الشيء مقتضاه.

وجزم المصدر بأن لبنان سيأخذ حقه اذا حصل اتفاق أم حصلت الحرب، لان المقاومة ستكون على وعدها بأنها ستدافع عن ثروة لبنان في بحره كما دافعت عن ارضه، وستمكّن لبنان من نيل حقوقه في البحر، كما فعلت في تحرير الارض.

وفي ظل هذا الضخ الاعلامي حول امكانية الوصول الى اتفاق حول ترسيم الحدود، فإن اوساط سياسية ترى ان بعض ما يقال حول هذا الموضوع خصوصاً من قبل اسرائيل مبالغ فيه، حيث ان صورة المشهد لم تتضح بعد، وان لبنان لم يتبلغ بعد اية اشارات ايجابية حول ما قام به الوسيط الاميركي في اسرائيل بعد ان كان حمل في جعبته المقترحات اللبنانية التي اجمع عليها كل المسؤولين الذين التقاهم خلال زيارته بيروت.

 

مصدر مقرب من المقاومة: الخيارات حددت والمعادلة واضحة: تنقيب واستخراج عندهم.. تنقيب واستخراج عندنا ونقطة على السطر

 

وتقول الاوساط صحيح ان الوقت ضاغط على الجميع لا سيما على تل ابيب التي تلهث وراء الوصول الى اتفاق يمكّنها من استخراج الغاز لتغذية اوروبا بعد ان ابرمت اتفاقاً مع الاتحاد الاوروبي بهذا الشأن، الا ان القيادة السياسية الاسرائيلية منقسمة على رأيها حول اي اتفاق لأن بعض المسؤولين الاسرائيليين يعتبرون ان اي تجاوب مع مطلب لبنان يعتبر تنازلاً وهذا ما لن يقبلوا به، ولذا فإن مسألة الترسيم دخلت بقوة في المشهد السياسي الاسرائيلي الذي يعج بالمشاكل والاعتراضات على سياسة الحكومة الحالية ويقود هذه العملية الاعتراضية اليمين المتطرف.

وتصف الاوساط الوسيط الاميركي بأنه غير صادق بكل ما يقوله وأنه لا يستطيع اخفاء انحيازه الى الجانب الاسرائيلي، ولذا تراه يحاول كسب الوقت والمناورة قدر الإمكان بانتظار اي تطور من شأنه ان يأتي لصالح اسرائيل، وان عودته السريعة الى بيروت ما كانت لتتم، لولا لم تستشعر الولايات المتحدة وجود خطر على المصالح الاسرائيلية بعد ان اسقطت الطائرات المسيرة فوق حقل «كاريش» مع ان هذه الطائرات لم تكن تحمل اي مواد متفجرة غير انها كانت رسالة واضحة من المقاومة بأن التفرد في القرار حول التنقيب والاستخاج لن يُبقي الشركات التي تقوم بهذا الحل في مأمن عن الرد العسكري للمقاومة.

وتخلص الاوساط الى القول بأن الايام المقبلة ستكون مفصلية حول هذا الملف، وان الوسيط الاميركي لن يأتي الى لبنان من دون اجوبة واضحة وحاسمة حيال الطرح اللبناني، لان الجانب اللبناني لن يستقبله ما لم يكن في جعبته جواب على ما اثاره مع الجانب الاسرائيلي بناءً على الطلب اللبناني.