IMLebanon

نتائج الترسيم الإيجابية مؤجلة

 

ربّما تكون أي نتائج إيجابية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل تنتظر تطوّرين، الأوّل هو نتائج مفاوضات فيينا في شأن الملف النووي الإيراني، والثاني هو إنجاز الانتخابات النيابية في لبنان، باعتبار أن أي خطوة باتجاه قرار في عملية الترسيم قد تثير ردود فعل وقد تصيب أصحاب هذا القرار بالضرر، لا سيما إذا اعتُبر أنه فرّط بحقوق لبنان.

اقتراح الوسيط الأميركي آموس هوكستين لم يخضع بعد للتشريح من قبل الجانب اللبناني، رغم أن إيجابية وحيدة تطبعه، وهو الاعتراف للبنان بحقوقه كاملة في حقل قانا الذي يمتد من البلوك 9 إلى جنوب الخط 23 وتحديداً إلى البلوك 72 الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ولكن السؤال المطروح كيف سيتعاطى لبنان مع ما ستحصل عليه إسرائيل في المقابل؟

المعلومات تتحدث عن أن طرح هوكستين يعطي الإسرائيليين مساحة لا بأس بها من البلوك رقم 8، وتروَّج أخبار أن هذا البلوك لا إمكانية لوجود غاز أو نفط فيه. ولكن مصادر في هيئة إدارة قطاع البترول تدحض هذه الأخبار، وتؤكد وفقاً لتقارير المسوحات الزلزالية أن هذا البلوك يحوي مكامن قد تكون صالحة لاستخراج الغاز، وبالتالي على لبنان ألا يفرّط بذلك، كاشفة أن هناك تقريراً لدى المسؤولين اللبنانيين منذ العام 2015 يشير إلى مكامن محتملة للنفط والغاز في البلوك رقم 8، وعليهم إظهاره كوثيقة يستطيعون من خلالها الحفاظ على البلوك رقم 8 كاملاً تحت السيادة اللبنانية.

وأشارت المعلومات إلى أن لبنان الذي ترك بشكل أو بآخر منفذاً لتعديل حدوده البحرية، يمكنه في مناقشة طرح هوكستين أن يحرج إسرائيل، فهي المستعجلة من أجل استثمار حقل كاريش، ومن أجل عودة الشركات للعمل هناك. فعلى الرغم من أن حقل كاريش سيكون في مقابل حقل قانا، إلا أنه يفترض بلبنان أن لا يسلم بالخط المتعرّج الذي رسمه هوكستين ويبدو أنه بين خطي هوف و23، بل عليه ووفق المعطيات القانونية الدولية، ووفق التقنيات أن يسعى لخط حدودي بحري جديد بين الخطين 23 و29.

في لبنان مجموعة من التقنيين تتحضّر لدراسة اقتراح هوكستين لترفع توصية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وإلى الحكومة مجتمعة، وإلى أن يجتمع هؤلاء تبقى العين على ثنائي “أمل” و”حزب الله”، فالرئيس نبيه بري يبدو أنه غير معنيّ في ما يجري على هذا الصعيد متمسكاً باتفاق الإطار الذي أعلنه من عين التينة، في حين أن “حزب الله” يشنّ حملة على الوساطة الأميركية ويقول البعض إن الحملة هذه ربما تكون ورقة ضغط على إسرائيل في محاولة لانتزاع المزيد من التنازلات منها ، وأن الأشهر المقبلة ستكون كفيلة بإيضاح الصورة وإيضاح دور “حزب الله” في تسهيل هذا الملف أو عرقلته.