من السذاجة الظن ان العدو الاسرائيلي سيكتفي بدفع قوة الرضوان تحديداً ومجاهدي المقاومة عموماً الى شمالي الليطاني في مرحلة أولى ثمّ الأولي في مرحلة ثانية. هذا إن تمكن من ذلك، وهي مهمة نريد ان نرى انها مستحيلة.
في هذه النقطة قال لنا الديبلوماسي الأوروبي الغربي، صديق لبنان ، ان المعلومات المتداولة في العواصم الغربية المعنية بما يُدار على ساحة منطقة الشرق الأوسط، تكاد أن تُجمع على ان بنيامين نتنياهو قلّص المعارضة الداخلية ضدّه لأنه تعهّد بأن ينفّذ مشروع اسرائيل الكبرى، وأنه أبلغ قراره هذا الى القيادات المتوافقة معه والى معارضيه على حد سواء مستخدماً عنوان الأغنية الشهيرة للفنان الراحل، ذائع الصيت ألفيس بريسلي:
«It is now or never» اي: «الان أو أبداً». والمقصود تنفيذ المشروع الصهيوني في هذه المرحلة والّا فإن تنفيذه سيصبح بعيداً جداً ان لم يصبح مستحيلاً.
ويضيف الديبلوماسي الأوروبي الغربي قائلاً: تتقاطع معلوماتنا المباشرة والتقديرية عند الملاحظات الاتية:
أوّلاً – يعتبر نتنياهو ان الأمة العربية ابتعدت كثيراً عن مفهوم النضال من أجل فلسطين الذي كان سائداً في القرن العشرين الماضي ، يومها كان السلاح أضعف وأقل قيمةً، ولكن المشاعر القومية كانت أقوى (…).
ثانياً – كانت مصالح دول المنطقة مرتبطة بالعالم الغربي ولكن لم تكن ذائبةً فيه كما هي الحال اليوم.
ثالثاً – كانت ثمة قيادات عربية من قامات مختلفة، على سبيل المثال لا الحصر جمال عبد الناصر والملك فيصل بن عبد العزيز وصدام حسين وسواهم … ولم تكن الدول العربية والاسلامية تتبارى في ايتها الأسرع في التطبيع مع اسرائيل. وكانت ثنائية القطبين فاعلة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية ومعها الحلف الاطلسي . وكانت ثمة قيادات عملاقة في مجموعة دول «عدم الانحياز» أمثال جواهر لال نهرو وجوزف بروز تيتو وسواهما. وكنتم في لبنان أصحاب دور يستقطب عطفاً دولياً وازناً وليس من فرنسا وحدها … اما اليوم فالأوضاع كلها مختلفة اختلافاً جذرياً، باستثناء «المواجهة الاستشهادية» استثنائية الصمود التي يؤدّيها مقاتلو حزب الله في وجه الجيش الاسرائيلي (…).
وختم الديبلوماسي الاوروبي الغربي، صديق لبنان حتى العشق، فقال: أرجو ان أكون مخطِئاً اذ ارى ان الدعم الأميركي الهائل للإسرائيلي سيجعله مطمئناً لأن يبقى في المناطق التي قد يحتلها في الجنوب، بمثابة خطوة أولى على طريق اسرائيل الكبرى، وسيعقبها في مرحلة غير بعيدة التفاف على الضفة ومحاولة هدم المسجد الأقصى، ولن تكون ردود الأفعال العربية والإسلامية سوى بيانات من … ورق !