IMLebanon

تطويب ديموقراطي حزبي يميني؟!

شهدت الايام الاخيرة تطويبا ديموقراطيا  لثلاثة ورثة حزبيين سياسيين على طريقة الارث الملكي، من غير ان يعطي المعنيون بما حصل تفسيرا منطقيا لتنازلهم عن الزعامة اولهم رئيس تيار المردة  سليمان فرنجية لنجله طوني، اما الثاني فقد تمثل بتنازل زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لنجله تيمور، اما الثالث فقد تمثل بتنازل رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل عن  زعامة الحزب لنجله النائب سامي  الذي اطل على محازبيه نسخة طبق الاصل  عن والده.  وهذه الاحداث تمت في اوقات متقاربة ربما لافهام من لم يفهم ان كل شيء مدبر بالنسبة الى الثلاثة الذين اورثوا والذين ورثوا تحت عنوان ديموقراطي شبيهة بتوريث الزعماء العرب لانجالهم؟!

هذا الشيء لا سابقة سياسية له في دول العالم قاطبة حيث لم يسمح احد ان ادولف هتلر قد تخلى عن الزعامة لنجله، والامر عينه ينطبق ديموقراطيا على الجنرال شارل ديغول ونظيره البريطاني ونستون تشرشل ومثلهما الجنرال دوايت ايزنهاور، فيما كان ارث روسي لزعامة منتقاة من الحزب الشيوعي السوفياتي، والا لن يكون معنى ولا مبنى لما حصل عندنا من توزيع المغانم الحزبية والسياسية وما الى الاثنين معا؟؟

الموضوع الاساسي في التوريث  السياسي يدل صراحة على ان لا ديموقراطية البتة بما حصل، والا لكان سبق ووصل الى قيادة المردة والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب غير من تمت تسميتهم مهما اختلفت المعايير الحزبية والسياسية، لاسيما ان كلا من الاحزاب الانفة كانت تضم حزبيين من قبل ان يولد الانجال المشار اليهم، ربما لان هؤلاء قد اصبحوا «اولد فاشن»  ليس بالامكان  ان يعول على القيادة بطريقة ديموقراطية او من خلال انقلاب عسكري حسبما حصل من متغيرات (…) عائلية وارثية من الصعب القفز من فوقها؟

ان اطرف ما يمكن التوقف عنده ان القيادات الحزبية الثلاث لم يعرف عنهم انهم كانوا بيضة قبان في المجال السياسي، ولا هم اقنعوا محازبيهم ان الابناء سيكونون افضل من الاباء حيث لا يعقل القول ان الزعامات التقليدية لم تعد تعرف كيف تتعاطى مع الجماعة المحسوبة عليها، باستثناء استعارة الاخراج الحزبي من رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي لم يفكر لحظة بالترشح للنيابة، لذا اختار الثلاثة الاول تقليده، اضافة الى ان جعجع لا اولاد لديه يطمعون بأن يصل الارث اليهم؟

يبقى في الميدان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون الذي لا ذكور بين ورثته من ابنائه، فيما هناك من يجزم بان صهره الوزير جبران باسيل سيتمتع بالارث السياسي عن جدارة من غير ان يكون من لحم الجنرال ودمه، طالما انه مرشح ثقة لان يرث عمه كما تدل التجارب، بعكس ما هو حاصل لدى الاحزاب ومن بينها الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يرئسه اسعد حردان منذ سنين طويلة على طريقة الاحزاب الوراثية التي لا تزال تفضل الديموقراطية على الانقلابات الداخلية الشبيهة بما اصاب المردة والحزب التقدمي الاشتراكي واخيرا لا اخر حزب الكتائب والثلاثة فضلوا الارث العائلي على ما عداه لان نتائجه اضمن من كل ما عداها؟

هذه البرمجة في التوريث السياسي قد تنجح وقد تفشل، الا في حال توقع الحزبيون ان يكون طوني غير سليمان وتيمور غير وليد، وسامي غير امين، وفي حال انقلبت الاية لا بد من القول عندها ان التغيير جاء نتيجة حتمية لفشل الاباء ونجاح الابناء، على رغم ان هذا مستبعد تماما حيث تلعب العائلية دورها مثل المذهبية، اضافة الى ان المعروف عن احزابنا السياسية ميلها المذهبي من غير لومة لائم (…)

واذا كان لا بد من الاشارة الى البقية الباقية من الاحزاب فثمة من يتصور ان مجالات التغيير فيها منعدمة تماما، حيث  لا اولاد ولا من يحزنون ان بالنسبة الى الحزب الشيوعي او بالنسبة الى حزب البعث العربي الاشتراكي، الضائعين بين من هو على رأس الهرمية فيهما وبين من ليس بوسعه الانتماء اليهما من دون صك براءة وفحص دم.

وفي عودة الى الديموقراطية فان تيار المردة وديموقراطية الحزب التقدمي الاشتراكي وديموقراطية  حزب الكتائب، هناك من يجزم بان الفشل سيطاول المردة ومعهم الرئيس الجديد طوني سليمان فرنجية، لان رئاسة تيمور جنبلاط مرهونة بمزاجية والده، وبمواكبته لان الطابع الدرزي شبيه بالطابع الماروني المبنى عليه حزب سامي الجميل، وفي الحالين ستكون هناك حال سياسية متباينة ربما جمعت تيمور جنبلاط بسامي الجميل، من غير ان تكون للاثنين علاقة طارئة بحسب ما كان عليه وليد جنبلاط والرئيس امين الجميل وكل شيء وارد ازاء الارث السياسي – الحزبي حتى اشعار اخر؟!