ديموقراطية الانقلابيين
بعض الذين ساءهم فشل المحاولة الانقلابية التي استهدفت القيادة التركية، رئيساً وفريقاً ونظاماً!
ومنذ إعلان الفشل لم يتورّعوا عن تأليف القصص والحكايات والأصح الأساطير في محاولة لتبرير هذا الفشل:
يوماً يتحدثون عن التوقيت… يدّعون أنّ الانقلاب فشل لأنه بدأ ليلاً… أي لو أخروا الانقلاب الى ساعات الصباح الأولى كان سينجح؟!.
ويوماً آخر يتحدثون عن دور مزعوم للطيران الاميركي الذي يقولون إنه انطلق من قاعدة انجرليك الجوية التي أعطتها تركيا للأميركيين بموجب اتفاقات ثنائية بين أنقرة وواشنطن، وكذلك بموجب مقتضيات حلف «الناتو»… المهم يزعمون أنّ هذه الطائرات انطلقت من قاعدتها وتصدّت للطيران الانقلابي في أجواء تركيا فأسقطتها جميعاً (مقاتلات وطوافات عسكرية) ما أدى الى سقوط 800 جندي طيار و50 ضابطاً طيّاراً.
يقولون ويقولون الكثير، ولكن يسيئهم الأكثر أنّ الشعب تجاوب مع دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، فتدفقت الجماهير الى الشارع وواجهت الانقلابيين بالصدور العارية وهم في دباباتهم… وأحبطت محاولتهم، واقتادتهم الى حيث سينالون جزاءهم العادل.
دول عديدة لم تستطع أن تهضم تجاوب الشعب مع قائده، أن يدعو أردوغان الناس للنزول الى الشارع أمرٌ مقبول، أمّا أن يلبّي الناس النداء فهذا غير مقبول… لماذا؟ لأنه دليل على أنّ أردوغان ليس حاكماً كبيراً وحسب، بل لأنه صاحب شعبية كبيرة.
ويشدّد هؤلاء كثيراً على أنّ أردوغان سوف يعدم الآلاف، وسوف يقتل الآلاف، بل سوف يسحل الآلاف في الشوارع.
ويفوت هؤلاء أنّ الرئيس التركي رجل مسلم مؤمن معتدل وهو ضدّ التطرّف… وليس جزّاراً.
فلماذا استعجال ما سيقوم به الحكم التركي لمعاقبة الانقلابيين على جريمتهم؟ إنّ في تركيا دولة وقوانين ونظاماً عاماً… ثم هل انّ الانقلابيين لو نجحوا كانوا سيكرّمون أردوغان وسائر أركان القيادة الشرعية التركية؟
في أي حال إنّ الحقيقة الكاملة نقولها للمرة الأخيرة إنّ الولايات المتحدة الاميركية تدخل العرس مع أم العريس وتخرج مع أم العروس، إنها من دون أي مبدأ أو التزام أخلاقي، وهل ننسى أنّ الاميركيين كانوا ضد الإخوان المسلمين في مصر ثم صاروا معهم؟ ولو شئنا أن نعطي الأمثلة الكثيرة على هذا المنوال، لما توقفنا.