IMLebanon

مبادرة اللقاء الديمقراطي «فشلت قبل أن تبدأ»!

 

لا أفق لحل الازمة الرئاسية حاليا..هكذا يختصر احد القياديين الكبار في الثنائي الوطني المشهد السياسي في لبنان، مشيرا الى ان العقدة تكمن في معراب وإحدى دول اللقاء الخماسي … يقول القيادي ان الظروف ناضجة منذ اللحظة الاولى للشغور الرئاسي لانتخاب رئيس ولكن لا احد مستعد في الخارج لاعطاء الضوء الاخضر لاتمام هذا الاستحقاق.

لا ينكر القيادي ان العرقلة الداخلية في السابق وتحديدا عند التيار الوطني اخرت اتمام المشاورات لانجاز الاستحقاق ، وكان موقفه المتشدد الشماعة التي استندت اليها دول اللقاء الخماسي لتحميلنا وزر عدم انتخاب الرئيس، ولكن الان ظهر المشهد بكل تجلياته «فتش عن معراب ومن خلفها» لفهم اسباب العرقلة وايجاد الحل.

 

وعليه لا يتوانى القيادي في القول بأن مبادرة اللقاء الديمقراطي مشكوراً يشبه مصيرها مصير المبادرة الفرنسية وتحركات المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وقبلهم مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، بالاختصار مبادرته «فشلت قبل ان تبدا» والسبب بطبيعة الحال يرتبط بما ذكرناه سابقا.

ويشبّه القيادي الوضع حاليا باننا امام مفترق خطير بين الحل السياسي الذي تبحث عنه فرنسا وتسعى له، وبين الحل السياسي الذي تريده واشنطن وفي المقابل تسعى لاتمامه وفق الرؤية الاسرائيلية ودون فرض اي ردع على العدو الاسرائيلي لمنعه من القيام بحرب واسعة، وللعلم فقد تولت دول كثيرة بينها واشنطن نقل رسائل تهديد وتحذيرات من حرب واسعة في اية لحظة خلال الشهرين القادمين.

ولا تقف الامور هنا، فالفرنسيون والقطريون يغردون عمليا خارج سرب باقي دول اللقاء الخماسي وتحديدا المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية، وفي تقديرنا طالما ان القرار لم يخرج من هناك فلا مجال لنجاح اي تحركات لا فرنسية ولا داخلية.

وبالتالي يمكن تلخيص المشهد كالتالي:

اولا: فشلت باريس رسميا للمرة الثانية في اتمام مسعاها الرئاسي ،فزيارة لودريان الاسبوع الفائت كانت بمثابة مبادرة شبيهة بمبادرتها الاولى «فرنجية-سلام»، وتعويل باريس اليوم هو على لقاء القمة بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والاميركي جو بايدن في ٨ حزيران الجاري، والتي على ما يبدو ستكون الاخفاق الفرنسي الثالث فيما خص الملف اللبناني.

ثانيا: من المتوقع ان تلقى مبادرة اللقاء الديمقراطي مصير مبادرة تكتل الاعتدال الوطني والمبادرات الفرنسية، ولا نشك بأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط على دراية بطبيعة المشهد السياسي في لبنان وارتباط الحل بدول خارجية لا تشكل قطر او فرنسا احدى الجهات المخولة للبت به ، ويمكن ان تشكل مخرجا للحل وليس منطلقا له.