IMLebanon

الديمقراطية تطغى على الإنتخابات… وختامها مسك في عكار

في الشوط الأخير من الانتخابات البلدية والاختيارية كانت بلدات قضاء عكار على موعد مع إنتخاب مجالسها البلدية التي بلغ عددها 128، بعد فوز 17 بلدية بالتزكية، و203 مخاتير بعد فوز 72 مختاراً بالتزكية. نحو 269910 ناخب كانوا على موعد مع إنتخاب 1479 عضواً لمجالسهم البلدية. بدا الكباش محموماً في معظم البلدات ولاسيما تلك التي تنافست فيها 3 لوائح. إلّا أنّ القبيات، كبرى البلدات العكارية المارونية، إستأثرت على حصة الأسد من حرارة الاستحقاق حيث إحتدم شدّ الحبال السياسي.

وسط تدابير أمنية مشدّدة، إنطلقت الانتخابات البلدية في القبيات حيث تنافست لائحتان «القبيات بتقرّر» مدعومة من النائب هادي حبيش والوزير السابق مخايل ضاهر وحزب الكتائب برئاسة عبدو عبدو، و«أهل القبيات» المدعومة من حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، بالإضافة إلى 5 مرشحين منفردين. نحو 9473 «قبياتي» توزعوا على 7 مراكز، لانتخاب مجلسهم البلدي المكوّن من 18 مقعداً.

في هذا الإطار قال حبيش إنّ «أهل القبيات يقدمون نموذجاً عن ديموقراطيتهم وممارستهم السياسية بانفتاح، والأجواء بين الاهالي رائعة تميّزها المحبة»، مشدّداً على «أنّ أهل القبيات هم الذين يقرّرون ولا يرضخون للضغوط، والبلدة ستقول كلمتها في نهاية اليوم».

وفي حديث لـ»الجمهورية» قال: «من الطبيعي أن تقرّر القبيات عن نفسها بصرف النظر عن الظروف، والحرارة السياسية التي رافقت يوم الانتخابات القبياتي الطويل، لهي دليلُ صحّة وعافية، فالتنافس ديموقراطي، ومنذ اليوم الاول أعلنتُ ذلك ولا أزال متمسكاً برأيي، وأيّاً تكن النتيجة فالتنافس حقّ شرعي للأهالي لينتخبوا مجلسهم البلدي».

وأضاف: «من حق كلّ ضيعة المطالبة بأن لا تفرض الأحزاب عليها خياراتها الداخلية، وهذه عبرة للأحزاب بعدم الدخول في خصوصيات البلديات التي تتحكم فيها إعتبارات لا تتناسب مع الأحزاب»، مشيراً إلى أنه «بصرف النظر عن النتيجة إنّ القبيات لطالما إحتضنت أبناءها ويدنا ممدودة للجميع».

بدوره، أثنى النائب خالد زهرمان على الأجواء الديموقراطية التي رافقت الانتخابات في عكار، معتبراً في حديث لـ «الجمهورية» «أنّ سعي كلّ فريق سياسي لإثبات وجوده، وحجمه السياسي في قرية ما أشعل حماوة المعارك العكارية، بالمقابل في البلدات ذات الصبغة العائلية بدت أقلّ حدّة».

وتابع مشيراً إلى ما هو أهم من النتائج: «مناطق عكار متعطّشة للعمل الإنمائي بصرف النظر عن الرابح، لابدّ من رفع الحرمان عنها بالتعاون مع السياسيين والمجتمع المدني، لاسيما وأنّ إمكانيات البلديات محدودة».

وأضاف: «شكلت الانتخابات البلدية رسالة واضحة لتمسّك اللبنانيين في الاستحقاقات كافة بمواعيدها، والتعبير عن رأيهم، فمن غير المسموح تخطي الاستحقاقات الدستورية من نيابية ورئاسية».

جولة «عكارية»

تنافست في بلدة الجديدة لائحتان: «الجديدة لغد جديد» و»الجديدة بالقلب» برئاسة ايمن عبدالله، لإنتخاب مجلس بلدي مكوّن من 12 عضواً ومختارين و3 أعضاء مجلس اختياري، حيث يبلغ عدد الناخبين 2378.

وفي الشيخ طابا تنافست لائحتان، الأولى مكتملة مدعومة من النائب السابق كريم الراسي والحزب «الشيوعي» وتيار «المستقبل» والثانية غير مكتملة، ويتكوّن المجلس البلدي من 12 عضواً ومختارين، و3 أعضاء في المجلس الاختياري، ينتخبهم 1695 ناخباً.

وفي بلدة الشيخ محمد التي يبلغ عدد ناخبيها 1926، تنافست لائحتان: «توافق العائلات» برئاسة طلال خوري، ومدعومة من النائب رياض رحال، في مقابل تحالف الشيوعيين و»القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» والعائلات برئاسة سعد خوري، للفوز بالمجلس المكوّن من 12 عضواً ومختارين و3 أعضاء مجلس اختياري.

وفي حلبا (7352 ناخباً)، بدا الكباش محتدماً إذ تنافست 3 لوائح: «قرار حلبا» برئاسة سعيد الحلبي، و»انماء حلبا» برئاسة عبد الحميد الحلبي، و»حلبا الغد» برئاسة محمد الزعبي والعميد المتقاعد ابراهيم عياش. ويتكوّن المجلس البلدي من 18 عضواً، و4 مخاتير و3 اعضاء للمجلس الاختياري.

وفي منيارة (4496 ناخباً)، تبارزت لائحتان: «اهل منيارة» برئاسة طوني عبود و»منيارة للكل» برئاسة سليم الزهوري، ويتألف المجلس البلدي من 15 عضواً و3 مخاتير و3 اعضاء للمجلس الاختياري.

وبرزت المنافسة على أشدها في مشمش للفوز بالمجلس البلدي المكوّن من 18 عضواً، 8 مخاتير و3 اعضاء للمجلس الاختياري. فتوزعت أصوات ناخبيها الـ9626 بين 3 لوائح «مشمش لغد مشرق» برئاسة محمد عمر بركات ومحمد بري، والثانية برئاسة حنظل قمر الدين، والثالثة غير مكتملة برئاسة لبنان قمر الدين.

وفي برقايل (7696 ناخباً) تنافست 3 لوائح: «وحدة برقايل» برئاسة عبد الحميد الحسن ومحمد اسعد عبدو، «الامانة والانماء»، و«الوحدة والتنمية» برئاسة عبدالرحمن الحسن. وفي ببنين (13190 ناخباً)، التي يضمّ مجلسها البلدي 21 عضواً، و10 مخاتير، تنافست «ببنين أحلى» برئاسة كفاح الكسار و»العدالة والمساواة» برئاسة مأمون سمير المصري و»ببنين هويتي».

وفي رحبة (6520 ناخباً) التي يتكوّن مجلسها البلدي من 15 عضواً، تنافست لائحتان «رحبة» و«المصالحة والانماء» برئاسة فادي بربر.

وفي عكار العتيقة (9 آلاف ناخب) تنافس على مجلسها البلدي المكوّن من 18 مقعداً لائحة برئاسة خالد بحري ومحمد علي خليل مناصفة، في مقابل مرشح منفرد هو محمد سليمان سليمان.

وفي عندقت (3976 ناخباً) تنافست «لائحة عندقت القوية» المدعومة من «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» و»عندقت يداً بيد» يرأسها العميد المتقاعد مروان بيطار، وثلاثة مرشحين منفردين.

وفي شدره (3613 ناخباً) تنافست لائحتان «القرار والانماء» و»شدرا لغد افضل». وفي وادي خالد الحدودية (6350 ناخباً)، تنافست «التضامن والوفاق الاهلي» و»الانماء والتغيير»، وفي منجز (997 ناخباً) تنافست «الوفاء لمنجز» برئاسة فكتور طنوس، و»الانماء» برئاسة جورج طنوس.

إشكالات… وإقفال

عند السابعة مساءً، أقفلت صناديق الاقتراع في محافظة عكار مسجّلة نسبة 61.6%، بعدما شهدت الساعات الأخيرة إقبالاً شديداً تجاوز الـ 47.9% عند السادسة مساءً، وخصوصاً في القبيات وعندقت وشدرا والبيرة ومشتى حسن ومشتى حمود ومنطقة جبل اكروم ووادي خالد والقليعات.

في موازاة ذلك، سجّل اليوم الانتخابي الطويل إشكالاتٍ محدودة تمكنت القوى المعنيّة من معالجتها. وأفادت غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية، عن «توقيف مندوبَين ينتميان إلى إحدى اللوائح في بلدة عيات – قضاء عكار، للعثور بحوزتهما على دفتري تصاريح من محافظة عكار، يُستعملان لتسهيل عمل المندوبين الثابتين والمتجوّلين. وتمّ ضبط الدفترين وبوشر التحقيق معهما لمعرفة كيفية استحصالهما عليهما، من محافظة عكار.