من أسف هناك لغة واحدة عند معظم الحكام في العالم، والغريب العجيب عدم التمييز بين نظام ديموقراطي وآخر ديكتاتوري.
صحيح أنّ النظام الديكتاتوري يحاول أن يظهر بمظهر الديموقراطي وتكون النتائج في الانتخابات التي يجريها ٩٩.٩٩٪ في مصلحته!
الأنكى أنّ لبنان بلد الحريات، بلد الديموقراطية، يبدو بعض كبار المسؤولين فيه الذين يدّعون الديموقراطية يمارسون أقصى أنواع الديكتاتورية لدى وصولهم الى الحكم ولا يتحمّلون أي نقد، ولا يحملون الرأي برأي الآخر.
ما جرى، أمس، من قمع للمتظاهرين الذين قطعوا الطرقات بناءً لأوامر أُعطيت من القيادات السياسية وبالرغم من اننا ضدّ قطع الطرقات، وكتبنا بذلك غير مرة، لأنّ قطع الطريق هو أيضاً تعدٍّ على حقوق الغير…
نحن نفهم أنّ هناك بعض القوى قد تضررت من الحراك الشعبي ولم تعد كما تدّعي أنها ملكة في مملكتها، وحتى حليفها الذي كان يدّعي أنه حصل في الانتخابات النيابية على أكبر عدد من النواب وله في الوزارة أكبر كتلة وزارية، تبيّـن من الحراك أنه واهم، وهذه نكسة ثانية، أمام هذا الواقع كان هناك تهديد بفتح الطرقات لأنه لم يعد يتحمّل الحراك ونتائجه الذي أخذ يتهدد وجوده.
كان رئيس الجمهورية يتحجج بأنّ هناك خطورة بإجراء الإستشارات عندما تكون الطرقات مغلقة، اليوم سقطت هذه الحجة مع فتح الطرقات».
لذلك بات مطلوباً وبإلحاح المبادرة الى إجراء هذه الإستشارات النيابية في القصر أقله إلتزاماً بالأعراف الدستورية التي وإن كانت لم تحدّد موعداً لإجرائها إلاّ أنّ روح الدستور تستدعي تسريعها كي لا يقع لبنان في الفراغ الحكومي، خصوصاً اننا في أيام صعبة جداً والوضع على «صوص ونقطة»، كما أنّ التبديل الحكومي هو في طليعة مطالب الحراك.
عوني الكعكي