Site icon IMLebanon

الحيوية الديمقراطية بين لبنان المغترب ولبنان المقيم

 

أيًّا تكن الإعتبارات والملاحظات، فإنَّ مشهد اللبنانيين المنتشرين يقترعون في الإمارات والكويت والسعودية ومصر، هو مشهدٌ رائعٌ يعبِّر عن الحيوية اللبنانية على رغم كل الظروف. وهذا المشهد سيكتمل غداً الأحد مع اقتراع المغتربين في الدول الأوروبية والأميركية وأستراليا.

لبنان على طريق التقدم الإنتخابي والديمقراطي على رغم كل العثرات. صحيحٌ أنَّ الذين تسجلوا ويحقُّ لهم التصويت بلغوا 82 ألفاً، وهي نسبة قليلة جداً قياساً على عدد الناخبين، لكنَّها مؤشرٌ إلى أنَّ المغترب اللبناني بدأ يعرف طريقه إلى ديمقراطية وطنه الأول.

***

أما أمهات المعارك فستكون داخلية، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وعناوينها معروفة بحسب كل دائرة، أما الجامع المشترك بين كل هذه الدوائر فهو معارك بلوغ الحاصل وتجميع أكبر عدد ممكن من الأصوات التفضيلية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، في دائرة الشوف – عاليه حيث هناك ثلاثة عشر مقعداً، كل المؤشرات والمعطيات تشير إلى أنَّ اللائحة المشتركة لتيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط والقوات اللبنانية، تستطيع أن تؤمّن ما يضمن لها نصف المقاعد زائد واحد، خصوصاً لجهة المقعد الماروني التفضيلي للمحامي ناجي البستاني. فيما تحصل اللائحتان المتنافستان على المقاعد الأخرى، أما سائر اللوائح فلا إمكانية لها لبلوغ عتبة الحاصل.

 

***

في دائرة بعبدا حيث هناك ستة مقاعد، اللائحة الأولى تحصل على أربعة مقاعد، فيما اللائحة الثانية تحصد مقعدين.

وفي دائرة كسروان – جبيل هناك ثمانية مقاعد:

اللائحة الأولى يُتوقَّع أن تنال أربعة مقاعد ومقعدان من اللائحة الثانية، وقد تُحدث لائحة ثالثة مفاجأة فتنال حاصلاً وتحجز لها مقعداً أو أكثر، وهذه المفاجأة ستُحدثها لائحة الوزير السابق جان لوي قرداحي.

***

في المتن الشمالي الذي بقي دائرة واحدة، هناك ثمانية مقاعد:

لائحة التيار الوطني الحر يُتوقَّع أن تحصل على أربعة حواصل بينها للوزير السابق الياس بو صعب، فيما اللائحة الثانية تحصل على حاصل واحد أو أكثر لتبقى مفاجأة متوقعة في اللائحة الثالثة.

***

في دائرة البقاع الغربي، هناك معركة حقيقية يخوضها تيار المستقبل في مواجهة لوائح ليست بسيطة، ومن المقاعد الستة المخصَّصة لتلك الدائرة، يُتوقَّع أن يحصل تيار المستقبل على أربعة حواصل في مقابل حاصلين للائحة الأخرى.

أما في دائرة صيدا – جزين حيث هناك خمسة مقاعد، فإنَّ النائب بهية الحريري تبدو في واجهة هذه الدائرة والإنتخابات فيها، فيما المعارك الأساسية على مقاعد جزين.

***

مجدداً، إنها الحيوية الإنتخابية التي لم يعد بمقدور أحد أن يقف في وجهها، فالديمقراطية اللبنانية بألف خير رغم كل الشوائب، واللبنانيون المغتربون برهنوا عن حسٍّ وطنيٍّ رفيع، أما المقيمون ففي الإنتظار إلى اليوم الكبير في السادس من أيار.