IMLebanon

الديموقراطية

ونحن على أعتاب سنة جديدة استوقفني موضوع الديموقراطيات في العالم، طبعاً البلد الديموقراطي الوحيد في العالم العربي هو لبنان، وإلى حدٍ ما (اليوم) تونس، أما سائر البلدان والأنظمة العربية فلا علاقة لها بالديموقراطية لا من قريب ولا من بعيد.

كنا نضرب المثل ونتغنّى بالديموقراطية في الولايات المتحدة الأميركية وفي بلدان أوروبا الغربية، ولكن بعدما شاهدنا ما جرى على الصعيد الاميركي، خصوصاً في مجال العنصرية، اكتشفنا أنّ الديموقراطية عندهم وفق ما ترتأيه مصالحهم.

في أيام كنيدي الرئيس برز أخوه روبرت (بوب)، ثم أخوه الثاني ادوارد، ولو لم يقضِ الحفيد بحادث الطائرة لكان عمل نائباً ووزيراً وسيناتوراً…

وعلى الرغم من الحريات الفردية والعامة والشاملة، نجد المسلسل الوراثي، مثلاً، من كلينتون الى بوش… ومن بوش الى كلينتون (وفلتة الشوط أوباما) ثم واليوم التنافس بين بوش وكلينتون!

أمّا في أوروبا معقل الديموقراطيات، وفرنسا البلد الذي شعاره «الحريات والمساواة والاخوة» منذ الثورة الشهيرة في العام 1789 فالحال ليست أفضل، بالأمس غادر ساركوزي تاركاً وراءه الفضائح والرشى… والكثيرون يتوقعون عودته الى الحكم فترة جديدة!..

والأميركيون الذين جاءوا الى منطقتنا تحت ستار إقامة أنظمة الحرية والديموقراطية خصوصاً صدّام حسين غير ديموقراطي… ماذا فعلوا؟ نذكر جيداً أنّه في الانتخابات الماضية نال الدكتور اياد علاوي الاكثرية النيابية… فاتفقت الولايات المتحدة مع إيران وجاءتا بنوري المالكي رغماً عن إرادة الأكثرية الشعبية…

وخربت الدنيا! أهذه الديموقراطية التي غزوا العراق كي يطبقوها كما يزعمون؟

في تقديري، أخيراً، أنّ الديموقراطية والحرية أغنية… لا زيادة ولا نقصان.