ولم يطلع مع الحكومة مخرج لأزمة النفايات، الا بترحيلها الى الخارج.
عارض الحل ثلاثة وزراء.
والثلاثة يمثلون نصف سكان لبنان.
عندما جاء دين براون الى بيروت في العام ١٩٧٥، طرح مخرجاً لأزمة الوجود اللبناني، في وجه كثافة الوجود الفلسطيني.
يومئذٍ، اقترح موفد هنري كيسنجر فكرة، قيل إنها ترمي الى إبعاد النحيب عن اللبنانيين.
وذلك عبر المغادرة وايجاد حل ما بين ابعاد اللبنانيين عن بلدهم، أو عودة الفلسطينيين المستحيلة.
وتفتقت عبقرية دين براون، عن استيعاب قسم كبير من اللبنانيين والفلسطينيين في بعض الأماكن الأميركية أو الأوروبية.
الا ان الرئيسين سليمان فرنجيه وكميل شمعون وبيار الجميل، ردوا عليه، ان القادة الثلاثة الذين أمامه، عندهم أنجال يقاتلون للبقاء في وطنهم، لا للسفر الى حيث يسعى كيسنجر.
والآن، ثمة وزراء لم يجدوا حلاً لأزمة النفايات الا بالترحيل الى الخارج، وعلى نفقة اللبنانيين.
ويقترحون، مع الأمين العام للأمم المتحدة، عودة طوعية للنازحين السوريين الى بلادهم.
والمطلوب، انسانياً ووطنياً، حل واقعي، يقوم على عودة النازحين الى بلادهم، لا ترسيخ المنفى الاختياري لهم، في لبنان أو الاردن أو العراق.
والحكومة طلعت باتفاق مع شركتين عالميتين، لتسفير النفايات الى الخارج بحراً.
عيب يا جماعة.
في العالم كله، أزمات نفايات. وهناك وجدت دول عديدة مخارج علمية تقضي بتصنيعها الى مواد تستعمل في صناعة الأوراق، أو في صناعة مواد أخرى، تفيد منها مادياً وعلمياً.
القضية بدها وقت.
والترحيل يحتاج الى وقت.
لماذا استسهال الترحيل السريع، واستصعاب الترحيل البطيء.
هل أصحاب المعالي مستعجلون الحل، ولا وقت عندهم للانتظار؟
هيك، هيك، بدكم تنتظروا الحل المعروض، فانتظروا الحل اللي بدو وقت.
أخذتم الكراسي والشهرة، وتنامون على خبر مفيد.
كان اللبنانيون يتناقلون خبر حلول ملكة جمال لبنان في المرتبة الرابعة أثناء انتخابات ملكة جمال الكون.
الا ان الملكة ابو شقرا، كانت راشدة أكثر بكثير من اسياد السلطة في لبنان.
هؤلاء جعلوا لبنان مملكة نفايات، فيما كانت ابو شقرا تعود الى الوطن الجميل، حاملة معها ثمار الجمال الذي ظهرت فيه في العام ١٩٧٢ جورجينا رزق، عندما تُوِّجت ملكة جمال الكون.
معليش الناس تركوا للسياسيين الترحيل، والنحيب، على أمل أن يرحلوا عن لبنان.