Site icon IMLebanon

– «الوديعة» بيد عون.. وحل عقدة «القوات» عند «القوات»؟!  

 

قياساً على كل التجارب الحكومية السابقة، وعلى امتداد عهود، فإنه من السابق لأوانه القول بأن جديداً ما لم يطرأ على خط تأليف حكومة ما بعد الانتخابات النيابية، برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري، والتكليف لم ينتهِ من اسبوعه الثالث بعد.. او أن تأخير ولادة الحكومة العتيدة، سيطول بانتظار فكفكة العقد، كما وبانتظار الضوء الأخضر من أفرقاء الخارج الممسكين بعصم العديد من أفرقاء الداخل، او يكنون لبعض هؤلاء الكثير من عدم الثقة والارتياح، قارب حد «الفيتوات» المعلنة او المضمرة..

 

مسألة تأليف الحكومات في لبنان خاضعة للعديد من الحسابات والمصالح وموازين القوى.. وقد يطول الفراغ ليبلغ او يتجاوز حد السنتين.. خصوصاً وان الانتخابات النيابية الاخيرة، أسفرت عن نتائج لم تكن في حساب عديدين.. وان التباين في الرؤى والحسابات والمصالح، أمر طبيعي جداً، في بلد مثل لبنان، وان كان الجميع، ولو في الشكل، يشددون على ضرورة وأهمية الاسراع في تأليف الحكومة الجديدة، مصحوبة بعبارة «من دون تسرع..» إذ بين السرعة والتسرع تباين كبير..

كل فريق من الافرقاء الوازنين، له حساباته ومصالحه وتطلعاته المباشرة والمستقبلية، والكل يسعى لأن يحظى بحصة وازنة تكون له عوناً في مجلس الوزراء، أقله في «الثلث المعطل».. ومن المفارقات اللافتة، ان عديدين راحوا بعيداً في التنصل من المسؤولية وراحوا يتبادلون رمي مسؤولية عرقلة او تأخر التأليف على بعضهم البعض، كما على بعض دول الخارج، ما يفسر معنى ان يقول البعض، ان مشاورات التأليف تدور في حلقة مفرغة، ولا تتقدم خطوة واحدة الى الامام، بانتظار «الضوء الاخضر» من الخارج الدولي والاقليمي والعربي.. وذلك على الرغم من ان الرئيس المكلف أوجز صيغة أولية للحكومة العتيدة أودعها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولو من دون أسماء، تسهيلاً عليه في وضع ثقله ومسؤولياته وصلاحياته موضع التنفيذ.

حتى اليوم، لم يبد الرئيس العماد عون رأيه بـ»المسودة» الوديعة.. بل أكثر من ذلك فهو يرفض ان ترمى عليه مسؤولية ايجاد الحلول، على رغم مراجعاته من قبل عديدين، يقصدونه بهدف «اصلاح ذات البين» في أي خلل..

لا أحد ينكر ان الساحة اللبنانية غنية باللاعبين المؤثرين، دوليين واقليميين وهؤلاء يتطلعون الى الامساك بزمام القرار اللبناني، بالنظر لما يمثله لبنان من أهمية.. ولعل ما صرح به قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني لجهة ان «حزب الله» يمتلك في مجلس النواب الحالي 74 نائباً، وما لاقاه من اعتراضات خير دليل على مدى تطلعات الخارج الى دور بارز ومؤثر في الداخل اللبناني، وهذه مسألة تشكل عقبة أساسية في طريق انجاز تأليف الحكومة، تضاف الى سائر العقد الموزعة على اكثر من محور واكثر من فريق.

يتطلع البعض الى ما ستكون عليه زيارة الرئيس الحريري الى روسيا وما يقال عن زيارة لاحقة الى السعودية التي زارها وليد جنبلاط، مطلع هذا الاسبوع، وبدل ان يعود الى لبنان لوضع المسؤولين في أجواء لقائه ولي العهد الامير محمد بن سلمان توجه الى اوروبا الشمالية لقضاء «ويك اند».. كما يتطلعون الى مرحلة ما بعد عيد الفطر، ليبنى على الشيء مقتضاه.. وسط سيناريوات بالغة التعقيد تدخل في أدق تفاصيل الحكومة العتيدة، والبيان الوزاري، مشفوعة بالعقوبات الاميركية – الخليجية الاخيرة بحق «حزب الله»، خصوصاً، وان الرئيس الحريري يتمسك بمشاركة الجميع في الحكومة الجديدة، سواء «القوات اللبنانية»، أم «حزب الله»؟!

يقول البعض ان السعودية عادت ودخلت على الخط من جديد.. في وقت تؤكد المعطيات المتوافرة عكس ذلك.. وبحسب مصادر متابعة عن قرب، فإن قيادة المملكة تنأى بنفسها عن التدخل في أمور هي من صلاحيات واختصاص الافرقاء اللبنانيين حصراً.. وهي اعتمدت سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسائر الدول بالنظر لما تعرضت له، هي وسائر دول المنطقة جراء سياسة ايران التي تمعن في التداخل في صلب المسائل الداخلية لهذه الدول، ومن بينها لبنان..

الدخول في تفاصيل العقد والعراقيل، ومطالب الافرقاء، يعني بصريح العبارة أن مشاورات التأليف لم تغادر مرحلة المقدمات التمهيدية والتأسيسية.. والخلاف على الحصص الوزارية، المسيحية – المسيحية، او الدرزية – الدرزية، او السنية – السنية، إضافة الى حصص طوائف الاقليات، يعني الدوران في الحلقة المفرغة، والجميع يتطلع الى بعبدا عسى يجد لدى الرئيس العماد عون مفتاح الخروج من المأزق، وهو، أي الرئيس عون، على ما نقل عنه زواره في اليومين الماضيين يرفض حصر حل الاشكاليات به من دون الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري.. «فالمسألة ليست في ما يقال عن «نيات حسنة» بل بما سيترجم على أرض الواقع».

يسير رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بين فواصل ومطالب الافرقاء المتشعبة.. و»القوات اللبنانية» قطعت علاقاتها مع رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل.. وهي، أي «القوات»، تتطلع الى ما يمكن ان تؤول اليه تطورات مرحلة ما بعد الفطر.. وعديدون يتداولون ما حصل في لقاء الوزير ملحم الرياشي (ممثلاً «القوات») مع رئيس الجمهورية الذي رمى حل العقدة في ملعب الرئيس المكلف، في وقت يؤكد وزير الثقافة غطاس خوري، ان لا مشكلة عند الرئيس الحريري في تمثيل «القوات» والحل هو بيد رئيس الجمهورية، الذي يرى ان حل عقدة «القوات» في «القوات» التي تخطط لبعيد، وتعطي لنفسها ما لا يحق لها.