Site icon IMLebanon

“نواب التغيير” زملاء رغم أنف المحور

 

 

 

أما وقد خسرت إيران الأكثرية في الانتخابات النيابية، لذا فإن من المتوقع أن تعتمد خططاً بديلة ينفذها لها «حزب الله» حتى تحافظ على إمساكها بالورقة اللبنانية.

 

وعلى ما يبدو، لن تكون هذه الخطط مشابهة لما شهدناه منذ العام 2005. المعطيات تغيرت بالتأكيد، والاستراتيجيات التي أوتيت ثمارها تدجيناً لأحزاب «14 آذار» انتهت مفاعيلها، سواء تعلقت بالاغتيالات او بالتفجيرات الأمنية او بابتزاز شخصيات المنظومة السياسية، او بالقمصان السود والتهويل بالمقاتلين والصواريخ.

 

علينا ان ننتظر جديد «حزب الله» الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأجندة الإيرانية ويعمل وفق توقيت استحقاقاتها، انطلاقاً من أن هذه المواجهة ليست مع المنظومة التقليدية، كما كانت عليه، ولكن كما أصبحت عليه بعض الأحزاب.

 

والأهم، أن المواجهة لن تكون مع طائفة أو زعيم، ولكن مع مجموعة نواب لا يعترفون أصلا بالزعامة والطائفة ونغمة استهدافها واستضعافها، ولا يعترفون بالمحاصصة، ولا يخاصمون فوق الطاولة ويتوافقون على نهب المواطن تحتها.

 

مجموعة «نواب التغيير» لن يقبلوا بمن يشكك في وطنيتهم لأنهم عابرون للطوائف ورافضون لامتيازاتها التي تتذرع بالميثاقية للاعتداء على الدستور والقانون، ويحجب عنهم شهادات حسن السلوك التي يتكرم بها على من يحالفه وينصاع له، ويضع لهم شروطاً حتى لا يخونهم ويتهمهم بالعمالة، ويخاطبهم باستعلاء وفوقية وكأن البرلمان ملك أبيه، لأنه الحاكم بأمره، بيده المفتاح، يُدخِل من يشاء ويطرد من ملكوته من يشاء، يُعِزّ من يشاء ويذلّ من يشاء، يضع شروطاً للزمالة، فيقول لهم: «نتقبّلكم خصوماً في المجلس النيابي، ولكن لن نتقبّلكم دروعاً للإسرائيلي ومَن وراء الإسرائيلي».

 

«نواب التغيير» هم نواب «24 قيراطاً»، دخلوا الندوة البرلمانية لأن الشعب انتخبهم بإرادته، وليس بالتزوير والترهيب والترغيب وبونات المازوت وابتزاز القرض الحسن و»السحسوح» والمتاجرة بدماء الشهداء، و»المال النظيف» بعد غسله لمحو آثار الكبتاغون وخلافه… ولم ينتخبهم من انتخبهم لأن هناك من رافقهم خلف العازل. والأصوات التي حصلوا عليها هي ذاتها الأصوات التي صبَّت لصالحهم من دون زيادة، وربما بنقصان افتعله من يسيطر على الصناديق وأمور أخرى.

 

وهم بالتأكيد يجيدون احترام الآخرين ويفهمون أبعاد الزمالة ولا يخوِّنون او يتعالون وفق معايير الاستثمار في المقاومة والممانعة والقضية الفلسطينية. ولن يقبلوا بمن يهددهم سلفاً متباهياً بقوته، التي تمكنه من الدوس على الدستور وتسخير السلطة التشريعية لمصالح إيران وأجندتها وتوقيت استحقاقاتها.

 

وهم مناضلون ولا يريدون ثمن نضالهم، كما يفعل مرتزقة المحور الإيراني وحلفاؤهم الذين يمننون ناخبيهم بانتصارات، غالبيتها مغشوشة وانتهت صلاحية استخدامها ويجب ان تُتْلَف حتى لا تؤذي من يتعامل بها.

 

«نواب التغيير»، في المبدأ، سيباشرون النضال داخل الندوة البرلمانية، سيواجهون المنظومة الشرسة التي أكلت الأخضر واليابس، وسكت عنها «حزب الله» لحفظ مصالح من يصادر سيادة لبنان ويحوِّله ورقة من أوراق تفاوضه وفرض شروطه على المجتمعين العربي والدولي.

 

بالتالي، على الرغم من تنوع مشاربهم، لن يسمح «نواب التغيير»، بمن يهددهم بحرب أهلية، وحده يملك القدرة لافتعالها وخوض غمارها وربما الانتصار فيها، ولن يقبلوا بمسخرة «الديموقراطية التوافقية» التي تحوِّل الحكومات الى برلمان مصغر، بحيث تنعدم المحاسبة. سيفرضون موالاة ومعارضة بالمقاييس الصحية والصحيحة للحياة الديموقراطية، وسيصطدمون بمكابرة من خطط ونفذ لاغتيال لبنان، ويرى في وصول من هو خارج عن طوعه تهديداً لجهوده وحروبه، ويعمل على تدجين «من يقبل بخصومتهم» وترهيبهم… ويرفض الإقرار بأنهم زملاء رغم أنف المحور الذي يشغله.

 

عليهم أن يواجهوا… عليهم أن يرفضوا مقايضة السلم الأهلي بالخضوع لفائض القوة… وإلا لا تغيير..