منذ دخول النائبة جيلبرت زوين الى البرلمان النيابي والنكات تلاحقها حول غيابها الفادح وصمتها المتواصل حتى باتت صفة تطلق على كل من لا يعمل، ولكن يقتضي الانصاف الاعتراف بأن في حزب الكتائب (وفي غيره أيضاً) أكثر من جيلبرت زوين.
حال المواطن المتني مع رئيس الحزب النائب سامي الجميل ينطبق عليه المثل: «أسمع كلامك يعجبني، أشوف أمورك أستعجب»! لا أثر يذكر لأي من المشاريع الانمائية والاجتماعية والرياضية التي يتحدث عنها في كل اطلالة: لا أوضاع المدارس الرسمية في المتن تشهد على أعماله، ولا المزارعون في بسكنتا وبكفيا وما بينهما يذكرون خيره، ولا مستشفيات المنطقة الحكومية والخاصة، ولا أزمة السير اليومي على طول الساحل المتني. في ما خص أزمة النفايات مثلا، يمكن احصاء أكثر من 5 تصريحات للجميل عن الأمر من دون أن يسجل له اجتماع واحد برؤساء بلدياته في المتن مثلا للمساهمة في ايجاد حلّ يدعم فعلياً مشروع اللامركزية الذي ينادي به. وينبغي السؤال هنا عن مدى جدية الشكوى التي رفعها إلى المدعي العام التمييزي بشأن اختلاس وإهدار الأموال العامة في ملف النفايات، فيما كان الوزير الكتائبي سليم الصايغ أول المصوتين على التمديد لهذا الهدر والاختلاس عام 2010. كل ذلك دون التطرق الى حاجة المتن الكبيرة انمائيا إلى التأهيل واضاءة طريق انطلياس ــــ بكفيا الى انشاء المستوصفات الطبية الى تجهيز وتأهيل المدارس الرسمية الى تنشيط السياحة في الضيع المتنية المنسية، الى تأمين الدعم لمزارعي الجرد وضمان تصريف منتجاتهم، الى قضية واجهة المتن البحرية.
أما نواب الحزب، فليسوا أفضل حالاً من رئيسهم. في الوقت المستقطع بين «دقّ» بلياردو وآخر، لن يجد بطل لبنان السابق في البلياردو، النائب فادي الهبر، وقتاً كافياً لممارسة مهماته التشريعية والرقابية والإنمائية. بعد تمديده لنفسه مرتين، النائب الكتائبي مشغول بأمور أهمّ وأكبر من متابعة أوضاع قرى قضاء عاليه الذي يمثله: تحليل استراتيجي للتدخل العسكري الروسي في سوريا، وتنظير حول التغير الديموغرافي الذي يلحق بـ «أهل السنة في سوريا»، مع التأكيد أن «فرنسا تحمينا». وحين يتنازل للبحث في الأمور الحياتية للبنانيين يقترح «ترحيل النفايات الى الخارج في أسرع وقت ممكن» لأن «الحلول الثانية كالتدوير والفرز في حاجة إلى وقت». وطبعا لا وقت لدى الهبر لذلك. أما المدارس والاستشفاء وشق الطرقات وتعبيدها وشبكات المياه وعودة من لم يعد من أهل القرى المهجّرين، فيمكنها الانتظار كل الوقت… بل وكل العمر.
في طرابلس «فادي الهبر» آخر يدعى سامر سعادة. انشغالاته التشريعية لم تترك له وقتاً ليثبت للطرابلسيين فوائد «انزاله بالباراشوت» نائباً عنهم. أما النائب نديم الجميل، فـ «سابق لزمنه»: هو في زمن «الأشرفية 2020»؛ حيث الحلم بترامواي، وبطرقات خاصة للدراجات الهوائية، وبشوارع واسعة ونظيفة. غير أن حل أزمة النفايات المكدسة في شوارع الأشرفية والمحيطة بها لا يدخل في هذا الحلم. والى نشاطه السنوي في ذكرى استشهاد بشير الجميل والتحسر الممل على «القضية» والـ»10452 كلم2»، يعمل الجميل اليوم على مشروع اعادة تصميم ساحة ساسين بدلا من البدء في اعادة تصميم كرم الزيتون مثلا أو حيّ السريان أو الشوارع التي تحتاج فعليا إلى ترميم واجهاتها. لا يختلف المشهد كثيرا من عاليه الى طرابلس والأشرفية وصولا الى زحلة، حيث تسجل للنائب ايلي ماروني زيارته للمدرسة الرسمية في موعد الانتخابات النيابية حصرا من أجل الاقتراع للائحة.