IMLebanon

«نواب التغيير»: تفكك وتبعثر… هل تتكرر تجربة «الساعة» في الرئاسة مسيحياً؟ 

 

 

بدأت خلافات القوات اللبنانية مع نواب وشخصيات من ثورة 17 تشرين تخرج الى العلن بعد فترات طويلة من الصراع الخفي الذي بدأ من اليوم الأول من عمر هذا المجلس، وما كان يُقال تحت الطاولة بين الجانبين، أصبح علنياً، ويُنهي أي فرصة توافق بين القوات اللبنانية وبعض نواب التغيير.

 

في فترة أقل من عام، لم يعد «للتغيير» كتلة، ولا حتى كتل، فكل نائب من النواب الـ 13 يعيش حياته السياسية كما يراها مناسبة، فبين من غادر الوسطية باتجاه القوات اللبنانية مثل وضاح صادق، ومن غادرها باتجاه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يُجري مشاورات دائمة ومكثفة مع 3 نواب تغيير على الأقل، ضاعت «الثورة» داخل المجلس النيابي، وانتقل النواب من مواجهة «المنظومة» الى الإنضمام إليها.

 

تؤكد مصادر نيابية لا تزال تؤمن بثورة 17 تشرين أن ما حصل مع النواب كان نتيجة غياب الخيارات الموحدة، فبعد دخول الندوة البرلمانية وانطلاق العمل بملفات سياسية ضيقة، ظهر الخلاف، وأفضى لهذا الإنهيار السريع لما عُرف بكتلة «التغييريين»، فتوزعت قواها اليوم على القوى السياسية، ويحاول البعض من أركانها الحفاظ على موقع وسطي، رافض لكل هذه الصراعات الطائفية والسياسية التي تُعطل عمل المجلس النيابي.

 

بالنسبة لهذه المصادر فإن الطعنة الأولى بجسد كتلة «التغييريين» لم تكن من قوى سياسية تقليدية، بل ممن يعتبرون أنفسهم «أنصار الثورة»، إذ تبين أن من هؤلاء من يملك عداءً تاريخياً مع حزب الله ويُريدون تصفيته عبرنا، وهناك من يكره ما يسمى تلريخياً بالـ»يمين المسيحي» ويرفض التعاون معه، وهكذا، فكانت خيارات الداعمين متباعدة، ولكل منهم هدف خاص، فبدأ الفشل من هناك، واستمر حتى بات كل نائب يغني وحيداً.

 

خسر جعجع اليوم إمكانية التقارب مع جزء من نواب التغيير، وبحسب العارفين فإن انتقادات جعجع القاسية لهؤلاء النواب خرجت الى العلن بهذا الشكل بعدما تيقّن رئيس حزب القوات أن التقارب معهم مستحيل، حتى أنه يراهم بجانب حزب الله وقوى 8 آذار، لذلك لم يعد ينفع سوى قول الحقيقة بوجههم. هذه الخسارة يُقابلها وجود إمكانية «ربح» كبيرة، ازدادت فرصها بعد خلاف الساعة، وهذه الإمكانية عنوانها «التوافق المسيحي».

 

تركت تجربة «الساعة» شعوراً مسيحياً مريحاً الى حدّ ما، وبحسب مصادر مطلعة هناك في الطائفة من يفكر بتوظيف ما حصل لبناء توافق شبيه يتعلق بالرئاسة، ويحضر لتحرك ما في هذا الإطار، على اعتبار أن أمام المسيحيين اليوم فرصة لتوحيد كلمتهم وفرض مشاركتهم الحقيقية في انتخاب رئيس للجمهورية. وتُشير المصادر الى أن الأمر لن يكون صعباً بسبب اختلاف المواضيع والاهداف السياسية لكل فريق، ولشعور كل طرف بأحقية وصوله الى كرسي بعبدا، لكنها قد تكون فرصة لن تتكرر قريباً، لأن الجو اليوم مناسب لتحرك على خط جمع المسيحيين بعد صعوبة جمعهم من قبل البطريرك الماروني مار بشارة الراعي.