Site icon IMLebanon

جبران باسيل وضرب الدستور

 

 

من أين يأتي النّائب جبران باسيل بهذه القدرة على ادّعاء الشّيء وفعل نقيضه، من أين يأتي بهذه القدرة على قلب الألوان والمواقف، من أين يأتي بهذه الجرأة التي لا تضاهى في تزييف الحقائق، لم يتردّد بالأمس في أن يقول وجهاً لوجه مع اللبنانيّين “التيار الوطني الحر موجود، لن نقبل لا بوصاية خارجية ولا داخلية” متجاهلاً كلّ التّجاهل أنّ 6 شباط مار مخايل هي التي أعطت غطاء وشرعيّة لسلاحٍ في خدمة الأجندة الإيرانيّة وكرّست وصايته على لبنان وشعبه حتى الموت، وأنّه قبض ثمن ورقة تفاهم مار مخايل مناصب ووضع يده على وزارات منها وزارة الطّاقة التي حوّلها إلى مزراب ذهب هو ومن عيّنهم لينوبوا عنه على رأسها ولا يزالون!

 

أيّ مقدرة تلك التي تجعله يرتكب الفعل ويرمي التّهمة على الآخرين، ما هذه القدرة الجبّارة على اختلاق العتم في عزّ ضوء النّهار، أيّ مقدرة هذه على الإنكار المتكرّر لكلّ ما وصل إليه البلد بسبب تسلّطه وتعنّته لفرض غاياته السياسية، بأيّ عين رمى بالأمس تهمة تعطيل تشكيل الحكومة على الرّئيس نجيب ميقاتي في وقت تعطّل فيه تشكيل الحكومات منذ وضع قدمه في أوّل وزارة وحتى اليوم، كم حكومة تمّ تعطيل تشكيلها “كرمال عيون صهر الجنرال” بأيّ عين يستطيع باسيل أن يستمرّ بهوس التحكّم بالسّلطة أو منعها من التشكّل حتّى ولو كلّف الأمر خراب البلد الذي نغرق فيه ومع هذا يقول للبنانيّين “الإرداة السياسية بعدم تشكيل الحكومة كانت واضحة وميقاتي أوقعنا في فراغ حكومي متعمداً”، قد تكون الحقيقة الصّرفة التي على اللبنانيّين تبيّن مفاصلها أنّ نهاية عهد العماد ميشال عون ومغادرته إلى منزله لن تغيّر شيئاً، فالأصل في العقبات كلّها والتعطيل كلّه كان جبران باسيل ولا يزال، وكلّ الخوف أن يتمكّن من التمدّد في الوقت اللبناني القاتل اللّاحق كما السّابق!

 

ظلم كبير أن يبقى لبنان تحت رحمة جبران باسيل وتيّاره بقوّة حزب الله وحالة الصمت الخبيث التي يلوذ بها في انتظار تعليمات إيران، ظلم كبير أن يبقى اللبنانيّون أسرى أكاذيب لم يعد بالإمكان السّكوت عن رميها في وجوههم، هو نفسه جبران باسيل الذي كان يلعن الطائف ويضع العصي في دواليب الدّستور ويمنع تطبيقه ويطمح إلى تغيير اتفاق الطّائف ادّعى بالأمس أنّ “التيار الوطني الحر يدافع اليوم عن الدستور كي يبقى على قيد الحياة ولا يقتلوه وندافع عن وثيقة الوفاق الوطني كي تطبق”!!

 

إذا استمرّ هذا العبث “المشرقي” وهو مصطلح إيراني بأمثال عُقد وجموح رغبات جبران باسيل، كأنّنا لا تكفينا الانهيارات التي تحاصرنا بسبب سياسات وتعطيلات أوصلنا إليها تسلّط جبران باسيل على مفاصل الحكم بقوّة وجود عمّه على رأس السلطة فإنّ “فذلكة” جبران السياسيّة والمليئة بحشو العناوين في الدّفاع عن الدستور ووثيقة الوفاق الوطني هي مجرّد عناوين لأداء الانفصال عن الواقع الذي يعصف برأس لا يكترث إلا لوجوده على رأس السلطة حتى لو كلّف الأمر دمار لبنان!!