Site icon IMLebanon

نائب زحلاوي ربح “اللوتو النيابي” واختفى

 

 

يبتسم صاحب احد المحال التجارية في شارع البربارة في “عروس البقاع” ويشير بيده نحو المحل الذي يملكه النائب أدي دمرجيان، ولا يبعد عنه أكثر من 20 متراً، ويقول: “كل سنة منعمل احتفال في الشارع، لا كان يحضر كصاحب محل، ولا هلق بيحضر كنايب”.

 

فبعد مرور سنة وشهرين على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، لم يتعرف البقاعيون بعد على النائب، وربما يصح القول إنه لو لم يحصد لقب النائب اللبناني الذي فاز بأقل عدد أصوات، فقط بـ 77 صوتاً تفضيلياً عن المقعد الأرمني في دائرة قضاء زحلة، لما كان أحد ليدري به أو يتعرّف اليه، فلا فوزه دفعه للعمل السياسي والاجتماعي ولا البقاء مستتراً من دون أن يسجل لنفسه حضوراً في الوسط البقاعي يرفع عدد الأصوات التي نالها، خصوصاً في منطقة تعد فيها المعركة الانتخابية من أشد وأقوى الانتخابات اللبنانية لما للعائلات من حيثية ودلالات سياسية وزعامتية وتيارات حزبية، كلها تؤثر في إشعال نار المعركة.

 

غياب دمرجيان عن الساحة الناخبة لم يغيّر في الوضعين السياسي والاجتماعي شيئاً كما انتخابه لم يضف أي شيء، غير أن بعض المتابعين يرون أن هذه إحدى إشكاليات القانون الانتخابي الذي أقر، في ظل عدم وجود قانون يلزم اللوائح ببرامج انتخابية تشريعية سياسية وانمائية وخدماتية، وكان أول وآخر ظهور إعلامي له عندما حضر إلى دارة النائب السابق نقولا فتوش ليطلق موقفه فور صدور النتائج ويعتبر فيه أن فتوش مرجعيته السياسية، ومنذ ذلك الوقت لبس دمرجيان “طاقية الإخفاء”، وغاب عن الأنظار والسمع، من دون أن يجد أحد له أثراً في مناسبات فردية كانت أو عامة. ما يدفع فاعليات زحلاوية ومتابعين إلى أن يسجلوا فشل النائب “الأرمني” المحسوب على “حزب الله” وفتوش، كون الأخير هو الذي اختاره ودفعه إلى الترشح بعدما فشل بالتحالف مع حزب “الطاشناق”. ويقول مقرب من فتوش إنّ دمرجيان “ليس شخصية سياسية إنما شخصية مثقفة ومحببة في وسطه الشعبي، من الظلم أن يتحمل فتوش تقصيره لمجرد أنه قبل به على اللائحة”. فيما يرى مقرب من “الكتلة الشعبية” أنّ الإشكالية ليست في شخص دمرجيان، إنما في القانون الأعرج الذي يفوز فيه مرشح بـ77 صوتاً، ويخسر من يحصد 10 آلاف صوت، ويتابع: “المشكلة في إدارة التحالفات والانتخابات، لأن من حق الزحلاوي أن يحاسب جميع النواب ويسألهم عن برامجهم التي انتخبوا على أساسها”.

 

دمرجيان الذي ترشح على لائحة “القرار الزحلاوي”، التي يرأسها فتوش بالتحالف مع “حزب الله”، لا يخفي في مجالسه أنّ “الأرمن أقليات وأي تنافس داخل هذه الأقليات لا يقدّم ولا يؤخر لأن الفائز يأتي بعد نيل مرشحي التيارات والأحزاب الكبرى حصصهم “.

 

لم يقتصر سؤال المتابعين عن حضور دمرجيان في الشارع البقاعي، بل ذهب أكثر إلى الخصوصية التي يمثلها فغيابه انسحب على الشارع الأرمني أيضاً ومن دون تبرير، وبحسب أحد الفاعليات الأرمنية فإن دمرجيان متصالح مع نفسه “كسب اللوتو البرلماني بـ 77 صوتاً، وليس مستعداً لأن يتعب نفسه ويفتح بيته، ويخسر فنجان قهوة”.

 

أمس الأول فاجأ دمرجيان من يعرفه من “الزحلاويين” بحضوره مهرجان الزهور، إلى جانب نائبي تكتل “الجمهورية القوية” جورج عقيص وسيزار المعلوف، ونائبي تكتل “لبنان القوي” ميشال ضاهر وسليم عون ونائب كتلة “المستقبل” عاصم عراجي، بينما غاب عن العديد من المهرجانات التي تقيمها البلدية سنوياً. وبحسب المعلومات فإنن دمرجيان حضر مهرجان الزهور بضغط من فتوش الذي يقاطع كل الأنشطة التي تقوم بها البلدية منذ أكثر من سنتين، لاعتبارات سياسية اذ يعتبر أن البلدية أتت نتيجة تحالف الأحزاب ضد الزعامات التقليدية.