Site icon IMLebanon

يستحق الإعدام!

يُخجلني، في معنىً ما، ما أعلنه اليوم لأنه يتنافى مع قضية حقوق الإنسان التي أحملها وأدافع عنها. لكني أعلنه رغم ذلك لأنه يعكس أحد التناقضات التي تعتمل في داخلي، ولأن الصدق مع الذات والآخر أهمّ من التنظير الطوباوي. عندما سمعتُ بالجريمة التي وقعتْ ضحيتها منذ أيام سارة الأمين، على مرأى من أولادها الخمسة، وقرأتُ عنها، وشاهدتُها، فكرتُ على الفور: هذا الزوج الوحش لا يستحق سوى الإعدام.

أعرف تماماً حجج معارضي عقوبة الإعدام، ومنها: الإنتقام وأسلوب العين بالعين يؤديان الى أعورَين لا الى تحقق العدالة؛ لا يليق بدولة القانون أن تعتمد منهجية القتلة؛ الله لا يقبل بهذا؛ السجن أشد إيلاماً وتعذيباً من الإعدام؛ الإعدام يعاقب عائلة المجرم أكثر مما يعاقب المجرم، فما ذنب أهله؟

لن أجادل في الحجتين الأوليين، لأني بكل بساطة لم أحسم أمري منهما بعد. ولكن اسمحوا لي بأن أناقش الحجج الثلاث الباقية:

“الله لا يقبل بهذا”، يقول المعارضون باسم الدين. حسناً. دعوني أسألكم “هل تفترضون ان الله قبل عندما أطلق ذلك النذل نار رشّاشه على جسد سارة؟ ستجيبون: هذه “حكمة” الخالق ويجب أن نقبل بها. أين هي الحكمة بربّكم، ولماذا نردد على العمياني كلاماً نخدع به ذواتنا طوعاً؟

“السجن أشد إيلاماً وتعذيباً من الإعدام”، سيقول المعترضون أيضاً. حقاً؟ أين هذا، في أسوج أم في لبنان، حيث الوساطات تحكم ويملك السجناء هواتف خليوية ويطلبون الديليفيري ولا تصير كلمة بعضهم اثنتين؟ ما هذه النكتة، وعلى مَن نضحك بالضبط؟

“الإعدام يعاقب عائلة المجرم أكثر مما يعاقب المجرم، فما ذنب أهله؟”، سيقول المعترضون أخيراً. ذنب الأهل يا أعزائي أنهم ربّوا مجرماً لا يحترم النساء، ولا الحياة. لا أريد توجيه أصابع الإتهام اعتباطياً، ولا التعميم، لكن هذا الوحش لم يطلع من فراغ. هو نتيجة تربية ذكورية بطريركية ساهم فيها الأب والأم على السواء. تربية جعلته يتوهّم أنه أمبراطور، ويحقّ له ما لا يحقّ لغيره. فليكن أهله عبرة للأهل عموماً، وحافزاً لتغيير بعض أسس التربية العفنة المقيتة في هذه البلاد.

قد لا يكون الإعدام حلاً مشرّفاً بالمعنى الإنساني، ولكن في بلادٍ غير مشرّفة إنسانياً، كبلادنا، تسود فيها شريعة الغاب، قد يكون الإعدام رادعاً في وجه كل من تسوّل له نفسه الإعتداء على مَن هم أضعف منه بهذه الطريقة الحيوانية.

اعذروني.