Site icon IMLebanon

رغبة جنبلاطية بالتهدئة مع الرابية

لا زالت الرسائل الجنبلاطية تتوالى من خلال التغريدات اليومية التي ركّزت في الآونة الأخيرة على انتقاد السياسة الإيرانية، مما بدأ يؤثّر إلى حدّ كبير على مسار علاقته مع «حزب الله»، حيث غابت اللقاءات الدورية والتنسيقية المشتركة بين الطرفين على مستوى العمل الميداني الحزبي في الساحل والجبل، وذلك خصوصاً بعدما تتطرّق الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية الأخيرة إلى الإنتقادات الجنبلاطية لإيران.

وفي هذا المجال، كشفت مصادر مقربة من جنبلاط ان تغريدته الاخيرة والتي تناول فيها الإستحقاق الرئاسي مؤكداً عدم حصول الانتخابات الرئاسية، تعود إلى أجواء ديبلوماسية توافرت لزعيم المختارة عن فشل المحادثات الايرانية ـ الغربية في التوصّل إلى أي تقدّم على صعيد تسوية الملف الرئاسي اللبناني. وأوضحت المصادر أن العاصمة الفرنسية تعتبر أن الموقف الإيراني الذي سبق وأعلن عنه الموفد الرئاسي الفرنسي إلى منطقة الشرق الأوسط فرانسوا جيرو، لم يخضع إلى أي تعديل، وذلك على الرغم من جولة المحادثات التي أجراها الرئيس الإيراني حسن روحاني مع قيادتي الفاتيكان وفرنسا منذ أسابيع. وأكدت المصادر نفسها، أن ترك القيادة الإيرانية القرار النهائي في الإستحقاق الرئاسي إلى قيادة «حزب الله»، هو الذي جعل من هذا الإستحقاق مجدّداً في دائرة الترقّب، كون الحزب وحلفاؤه ما زالوا متمسّكين بموقفهم السابق، والذي تُرجم بمقاطعة جلسة الإنتخاب بالأمس، وبالتالي، أدّى إلى تأجيلها إلى شهر آذار المقبل.

وفي سياق متصل، تحدّثت مصادر نيابية في فريق 8 آذار، أن الخلاف السعودي ـ الإيراني قد أقفل الأفق على أي حلحلة رئاسية في لبنان، وأعاد ملف التسوية إلى المربع الأول. وأشارت إلى أنه من الضروري اليوم عدم تجاوز الدور الإيراني الذي بات ممسكاً بمفتاح الإستحقاق الرئاسي، وهو ما كشفه أكثر من مسؤول في الآونة الأخيرة.

وأضافت المصادر ذاتها، أن استقرار المعادلة الرئاسية رغم كل المبادرات الأخيرة مرشّح لأن يستمر حتى الربيع المقبل، ذلك أن كل الملفات الإقليمية باتت اليوم معلّقة على التسوية السورية، وما سيحمله مؤتمر جنيف بعد أيام من تطوّر على هذا الصعيد، في موازاة تصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي تكرّس يوماً بعد يوم معادلات ميدانية جديدة تصبّ في الكامل لمصلحة النظام السوري.

من هنا، فإن الموقف الجنبلاطي الساخر الأخير، يعبّر، كما أكدت المصادر المقربة من جنبلاط، عن استياء غربي وتحديداً أوروبي من المواقف الإقليمية تجاه الملف اللبناني. وعليه، فإن رئيس الحزب الإشتراكي، وبحسب هذه المصادر ليس في وارد دعم أي من المرشّحَين لفريق الثامن من آذار، العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، في ظل «المعمعة» الإقليمية والدولية. واعتبرت أن استمراره في ترشيح النائب هنري حلو، هو مجرّد عنوان مرفوع، مع العلم أنه في حال لمس جنبلاط وجود مناخ جدّي لإجراء الإنتخابات، فهو سيدلي بصوته لفرنجية. وأكدت أنه، وفي ظل الإصطفافات السياسية الحالية، فإن جنبلاط يحاذر في المرحلة الراهنة، الدخول في أي سجالات داخلية سواء كانت سياسية عامة أو درزية خاصة، أو حتى مع القيادات المسيحية. وعزت هذا التوجّه إلى رغبة جنبلاطية بالتهدئة مع الرابية رغم تأييده فرنجية، وذلك انطلاقاً من معلومات توفّرت لديه، تؤكد استمرار الفراغ الرئاسي لفترة طويلة جداً، في موازاة دخول المنطقة مرحلة جديدة من المتغيّرات التي لا أفق واضحة لها حتى الآن.