IMLebanon

رغم المزايدات الساخنة لبنان سيتجاوز القطوع

لا بد من الاعتراف بأن ارتفاع درجة حرارة السجالات الساخنة التي رافقت مشروع قانون الانتخاب الجديد حتى ربع الساعة الأخير من المهلة المتاحة، هو ظاهرة حقيقية وطبيعية في آن. وهذا لا يعني انها لا تنطوي على مزالق خطيرة وخطرة. وكان منطلق البحث عن القانون الجديد وطنيا وميثاقيا بتصويب عملية الانتخاب بحيث تؤمّن التمثيل الصحيح لجميع مكونات الوطن، وتصحيح الخلل.

تجاوزنا الكثير ولم يبق سوى القليل. ومن الموروثات الثقافية قول حكيم يفيد بأن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه. وما وصلنا اليه اليوم في اعداد مشروع قانون الانتخاب الجديد يحقق الجانب الجوهري من الحقوق للجميع، وليس من الحكمة اهدار هذا الكثير الذي تحقق بحجة عدم التفريط بجزئيات يمكن تحصيلها لاحقا. صحيح ان الوقت داهم وينفد، ولكن الصحيح أيضا ان في لبنان قيادات حكيمة، وستتخذ القرار السليم والصائب قبل نفاد المهلة الأخيرة. وعلى الرغم من كل المظاهر والمناورات المستمرة حتى النفَس الأخير، فان لبنان سيتجاوز هذا القطوع، كما فعل في الأزمات السابقة الصعبة، وسيولد قانون انتخاب جديد ضمن أوانه.

ذلك ان لبنان لا يحتاج فقط الى وضع عربته على السكّة الصحيحة داخليا وحسب، وانما هو في أمسّ الحاجة، الى تركيز الاهتمام واتخاذ ما يلزم من اجراءات الوقاية، في وجه المستجدات، التي تدلق الزيت على نيران ملتهبة بطبيعتها، وتهدّد باشعال المنطقة بكاملها. ومن مصلحة لبنان، بل واجبه القومي بعد ان تستقر أوضاعه الداخلية، ان يقوم بدور رسول السلام واطفائي الأزمات وساعي الخير بين الأشقاء العرب… ومتى يكون الشقيق بخير فلبنان يكون بخير أيضا.