لم يَخْرج الكلام المتعجرف للنائبْ محمد رعد عن سياقِ كلامِ «وليّ أمرِه» الإيراني «علي الخامنئي»، جماعة حزب إيران في لبنان لا يعرفون لغةً سوى «العنترة» والتهويل، وبالتأكيد حزب الله الذي لم يُخِفْ اللبنانيّين في 7 أيار العام 2008، لن يُخيف اللبنانيّين ولا الرئيس سعد الحريري التهديد المبّطن للنائب رعد له، والمضحك في الفرمان الذي أخرجه رعد بالأمس حديثه عن «الفطن» ـ باعتبار حال تعطيل العقل بالتكليف الشرعي التي يمارسها حزب الله على شعبه ـ أن يعتبر «مهدّداً بتقيّة» أن «الفطن هو من يتعلم من التجارب السابقة، وليس من يكرر الأخطاء نفسها وكأنه يتصرّف خارج التاريخ والجغرافيا»، حزب الله الذي لا يُفكّر «جماعته» أبعد من أنوفهم لم يفكّروا ولو للحظة، ماذا لو خرجت تظاهرات لبنانيّة سلميّة مؤيّدة للمملكة هاتفة: «الموت لإيران»، فهل سيطلق النّار على اللبنانيين الذين يخالفونه الرأي؟!
واعتبر أن أسوأ ما سمعناه بالأمس من محمد رعد «فقاهته في علم القياس» في التقييم السياسي بأنّ «قياس ما جرى في لبنان على ما يجري في اليمن هو خطأ فادح وإمعان في سوء التقدير والمكابرة، ومنشأهما عدم تقييم ومراجعة ما حدث في لبنان»، «يا خيّي.. راجعوا أنتو»، وكفاكم صلفاً وكذباً وتنكّراً لتبعيّة إيرانيّة عمياء!! أمّا حديثه عن «صمت لا يرتضيه إلا العبيد أو الجهلة أو الجبناء»، فهذا الكلام مردودٌ على صاحبه، فالمملكة العربية السعوديّة تستقبل القيادات اللبنانيّة كما مكانتهم في لبنان، من دون تقبيل الأيدي ولا الركوع والانحناء في حضرة «كسرى» إيران اليوم «علي الخامنئي»، ولم تعامل الشعب اللبناني ولا أيّ شعب عربي آخر إلا كشعب شقيق، لم تصرف أموال شعبها و»الأمّة» ـ وبالمناسبة هل مال إيران وثرواتها هي ملك الأمّة أيضاً؟ ـ لإشعال الحروب وزرع الفتن وزعزعة الأمن وتخريب البلاد؟! وكلام النائب محمد رعد لا يعدو كونه «تكرار ببّغائي» لما صدر بالأمس عن المرشد الإيراني علي الخامنئي، فعندما يتطاول «وليّ أمر حزب الله» تنطلق من خلفه «جوقة الغربان» ناعقةً زاعقةً في الفضاء اللبناني مسبّحة بحمد إيران ووليّها!!
بالأمس نبّهنا وخوّفنا محمد رعد بالالتفات «إلى أهمية عدم تخريب لبنان وإثارة النعرات المذهبية والتحريض لمصلحة المعتدين» متجاهلاً أنّ حزبه جرّ لبنان إلى تخريبه واستدراج التنظيمات الإرهابية والتفجيرات، وورّطه في الحرب الدائرة في سوريا، وأنّ حزبه من راياته إلى خطاباته سيّد التحريض المذهبي، وأنّ حزبه شرخ الشعب اللبناني منذ 8 آذار و»شكراً سوريا» ومنذ الكشف عن تورطه في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وها هو يمعن في إثارة النعرات والتحريض المذهبي باستهداف المملكة العربية السعودية بكلّ ما لها من مكانة عند اللبنانيين مسيحيين ومسلمين…
بالأمس خرج الخامنئي «متوقعاً» ـ على طريقة المتوقعين اللبنانيين ـ هزيمة السعوديين مقدّماً دليلاً وقياساً ساذجاً، بأن الدليل لهذا التوقع واضح، إذ ان قدرات الصهاينة هي عدة أضعاف السعوديين وان منطقة غزة هي منطقة صغيرة، ورغم ذلك لم يفلحوا. في حين أن اليمن دولة واسعة ونفوسها يبلغ عشرات الملايين(…) و»أن السعودية ستتلقى الضربة في ما يحدث باليمن ويمرغ أنفها في التراب، وأن أميركا التي تدعم السعودية ستتلقى هي الأخرى ضربة وتهزم باليمن» ومن المتوقع في الأيام المقبلة أن يتجاوز حزب الله سقف هذا الكلام، وعلى هذه الحكومة أن تفكّر كثيراً في الاعتذارات التي ستضطر لتقديمها بسبب «جرائم» حزب الله في فرض رأيه السياسي على لبنان ودولته وشعبه!!
سَتُهزمُ إيران وجَمْعُها «ويُوَلّون الدُّبُر»، و»سَيُرغِمُ الله أنفَ» إيران «كسرى» سواء كان اسمه «كسرى» أو «الخامنئي»، وسيظلّ مُلْكهُم ممزقاً ولن تقوم لإمبراطوريّتهم قائمة، ولا نقولُ لهؤلاء «المُتَفَيْقهين» إلا ما قال الشّاعر: «إذَا رَغِمَتْ تلْكَ الأُنُوفُ لم أُرْضِهَا/ وَلَمْ أَطْلُبِ الْعُتْبَى ولكنْ أَزِيدُهَا»، أو كما قال سواه «يزعمُ نجاةً أَرْغَمَ الله أَنْفَهُمْ/ ولم يعلموا أن لا مفرَّ من الصَّقْرِ»…