يكاد لا يمر يوم واحد إلاّ ويتحفنا بعض قادة الحزب الإلهي بتصريح يحمّل مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية للشقيقة المملكة العربية السعودية.
كيف تفسرون هذا؟
أربع وأربعون جلسة ولم تتوجهوا الى المجلس!
وبعد أربع وأربعين جلسة تتهمون المملكة العربية السعودية بأنها هي التي تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية، بإعاقتها اكتمال النصاب.
عجيب غريب أمركم؟!
واذا افترضنا جدلاً أن المملكة هي المعرقل، فهل تأتمرون بأمرها وتمتنعون عن النزول الى المجلس لانتخاب رئيس؟
إن اتهامكم للمملكة يعني انكم تابعون لها، أنتم تقولون بأنها تعرقل انتخاب رئيس، كيف هذا؟ وأنتم تتغيبون عن الجلسات فلا يكتمل النصاب؟!!
حاشا للملكة العربية السعودية الداعم الاساس للبنان وشعبه أن تكون موضع شبهة.
أنتم تقولون الشيء وتفعلون نقيضه، وتلقون باللائمة على الآخرين.
فمن يعطل ومن يعرقل هو الذي لا يحضر الجلسات، وبالتالي فإن توجيه اي اتهام الى اي جهة كانت باطل باطل.
بالله عليكم يا أفاضل هل تصدقون أنفسكم عندما تتهمون المملكة بمنع انتخاب رئيس للجمهورية؟!. منذ أكثر من سنتين ونصف السنة والسؤال البسيط هو: هل تظنون أنه يوجد شخص واحد في العالم يصدّق هذا الكلام؟ حتى أقرب الناس إليكم هل تظنون أنهم يصدقونكم أم أنهم مجبرون اصطناع التصديق، طبعاً ضمن قناعات ومصالح معينة.
والسؤال الثاني: كيف تفسّرون عدم نزول أي نائب من جماعتكم الى جلسات الانتخاب؟ وما هو السبب إذا كنتم تريدون انتخاب رئيس؟..
وأيضاً كيف تفسّرون دعوة أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله الذي يردّد في كل مناسبة وكل خطاب أنّ الجنرال عون هو »مرشحنا الى الرئاسة ولا يوجد غيره«… كيف؟ لا أعلم!
ويقول: إنّ مرشحنا الى الرئاسة أول حرف من اسمه الجنرال ميشال عون، أين يترجم هذا الكلام؟
ثم يعود السيّد فيقول إنّ الجنرال ممر إلزامي الى انتخاب رئيس للجمهورية، ويكرر هذا الكلام في كل مناسبة…
من ناحية ثانية، ما دام مرشح الحزب الإلهي هو الجنرال ميشال عون فلماذا عندما طرح ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وهو حليف ورجل صادق، لماذا لم يطلب منه سماحته أن يتنازل عن ترشيحه لمصلحة الجنرال عون خصوصاً أنّ جميع الناس يعلمون أنّ كلمة واحدة من السيّد تكفي ليسحب الوزير فرنجية ترشيحه.
وهنا لدينا سؤال للسيّد: كيف يقول إنّ مرشحه الوحيد والإلزامي هو ميشال عون وماذا فعل من أجل دعم هذا الترشيح؟
على كل حال، كما يقول المثل: »بكره بيدوب الثلج وبيبين المرج.
أي انه لا يمكن أن يكون أي شيء غريب طبيعياً، وهو طبيعي أي لا يمكن أن تستمر الأمور كما هي الحال .
ونظن أننا أكثر ما نكون اليوم بحاجة إليه هو شخصية مثل شخصية الزعيم رياض الصلح رحمه الله الذي كان يعلم ويقدّر أهمية الرئيس، أي رئيس الجمهورية المسيحي بالنسبة الى وجود لبنان… وكان صاحب القرار التاريخي الذي حقق الاستقلال… وكرّس لبنان البلد العربي الوحيد الذي يكون رئيس الجمهورية فيه مسيحياً… ونظن أنّ موعد مثل هذا القرار التاريخي قريب جداً!
عوني الكعكي