IMLebanon

زعزعة الأردن خط أحمر إسرائيلي

عن الأردن تحدّث الموظف الأميركي المهمّ السابق نفسه في الإدارة المهمة إياها داخل الإدارة الأميركية، قال: “هي دولة مخابرات عسكرية أي محكومة بالمخابرات. والملك هو في النهاية رئيس المخابرات أو على رأسها. لكن الحكم والسلطة لها. طبعاً إمكانات عدم الاستقرار في الأردن موجودة. لكن زعزعة الأردن في أي شكل من الأشكال خط أحمر إسرائيلي”. الخط الأحمر ليس أبدياً، قلتُ. ردّ: “انه شبه أبدي بالنسبة إلى الأردن”. سألت: ماذا عن حلم شارون وهو الأردن دولة فلسطينية؟ أجاب: “ربما لا يزال موجوداً عند البعض. لكن الإسرائيليين يخشون ذلك. ويقولون ساعتها تصبح هناك دولتان فلسطينيتان واحدة في الأردن والثانية في إسرائيل”. ماذا عن عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين؟ سألت. أجاب: “نتنياهو لا يريدها. ربما تنشأ شبه دولة فلسطينية في المستقبل. اليمين الإسرائيلي يرفضها”. ماذا عن اقتراح أميركيين بينهم يهود معروفون جيداً حلّ السلطة الوطنية الفلسطينية ومطالبة الفلسطينيين بالتحوّل مواطنين في دولة إسرائيل، وذلك لدفع الأخيرة الى تنفيذ حل الدولتين تلافياً لتحوّل الفلسطينيين فيها أكثرية ديموغرافية ولتحوّلها دولة تمييز عنصري؟ سألت. أجاب: “هذا الاقتراح لا يمشي. الفلسطينيون لا يقبلونه على رغم أنه ذكي”.

ماذا عن سوريا؟ سألت. أجاب: “هي متجهة الى تقسيم واقعي والانسحاب الروسي الجزئي فيها يمكن أن يشمل القوات البرية. أما القوات الجوية فتترك لحماية الأسد. قد لا تحب روسيا الأسد. لكن ماذا تخسر هي من بقائه؟ على العكس ربحت وقد تربح أكثر. ليبق الأسد مشكلة لإيران. على كلٍ لا أدري ماذا سينتج عن مؤتمر جنيف (التفاوض بين الحكومة السورية والمعارضة). ليس هناك أحد من عائلة الأسد له شرعية مثله ليحكم مكانه (والده حافظ كانت له شرعية أيضاً). ما في قيادات عند الأسد ولا عند المعارضة”.

سألت: من “يطهّر” الرقة والموصل من “داعش”؟ أجاب: “نحن الأميركيون يفترض أن نضرب “داعش” في الرقة مع عناصر الجيش السوري والمعارضة المعتدلة لو تم الاتفاق على ذلك. الروس قد يقصفون من الجو لكنهم لن يحتلوها. أميركا لا تريد أن تحتلها بجيشها البري أيضاً. ربما يساعد في هذا الأمر أكراد سوريا ومسيحيوها وبعض المعارضين. هذا مضحك أليس كذلك؟ في العراق مثلاً أميركا هي التي ستقود عملية تحرير الموصل من داعش مع العشائر السنّية” هل هناك احتمال إقامة كيان سنّي على جغرافيا سورية – عراقية (الرقة + الموصل…)؟ سألت. أجاب: “لا اعتقد أو بالأحرى لا أعرف. لكن دولة “سنّستان” ستكون خطرة وفقيرة وفيها مشكلات وبؤرة للتطرّف الاسلامي ولتصدير الارهاب، لا مصلحة لأحد في ذلك. ربما مستقبلاً يمكن لشيعة العراق وأكراده أن يهدّئوا الموصل ويريّحوها من “داعش”. لكن هناك دائماً خوفاً من هيمنة السنّة على الشيعة في العراق، في أي حال وفي النهاية لم يكن اتفاق أوباما مع إيران خطأ”. سألت: ماذا عن أوباما وسوريا والشرق الأوسط؟ أجاب: “لا اهتمام أبداً عند أوباما وإدارته بالشرق الأوسط. روسيا عندها مشكلات كثيرة وهي على وشك الانهيار الفعلي وعلى صعد عدّة. لا تستطيع أن تصمد. أوباما لا يريد عسكراً على الأرض خارج أميركا ولا التورّط. هدفه محاربة “داعش”. وقد أعطى ذلك الأسد بعض العمر. لكن ذلك لن يدوم. وروسيا لا تستطيع التورّط أكثر مما يجب في سوريا. أوباما يعدّ الأيام ليخرج من البيت الأبيض من دون أن يضطر إلى التدخل في المنطقة، على كل قد تدخل أميركا من جديد مرحلة ركود اقتصادي (Recession)”.

أخبرني عن روسيا وزعيمها فلاديمير بوتين هل هو استراتيجي أو تكتي؟ أجاب: “إنه أكثر من تكتي. عمل حساباته جيداً وتدخَّل فحقق ربحاً. الاستمرار قد يؤذيه”.

سألت: هل يمكن أن يتوجه نحو دول البلطيق الثلاثة كما فعل في أوكرانيا وبعدما حقق انتصاراً في سوريا؟ أجاب: “لا اعتقد ذلك. سيحاول تهدئة الأمور بعض الشيء في أوروبا الشرقية. ربما يفتعل مستقبلاً مشكلات مع تركيا أو أذربيجان وغيرهما. وربما يصبح حليفاً للأكراد الأتراك. لكن ذلك ليس سهلاً فتركيا دولة كبيرة ومهمة وعضو في حلف شمال الأطلسي”.

ثم تطرقنا إلى لبنان فتساءل الموظف الأميركي المهم السابق نفسه إذا كان سينتخب رئيس لجمهوريته، وسأل عن المرشحين الأقوياء وعن مصادر قوتهم وهل في امكانهم توظيف هذه القوة ايجاباً. كما سأل عن حظوظهم في الوصول الى قصر بعبدا.

الى ماذا تطرّق “الحديث اللبناني” معه أيضاً؟