Site icon IMLebanon

تدمّرون قلب بيروت والنفايات باقية؟!

لا احد في لبنان، ينكر ان هناك ازمة كبيرة في البلاد، اسمها ازمة النفايات، ولا احد يتجاهل اكوام النفايات المكدّسة في الشوارع والاوتوسترادات وامام المنازل، ولا أحد ينفي التداعيات الصحية والبيئية بسبب «تخمّر» النفايات، وتضخم احجامها، ولا احد يرفض ان تسقط الحكومة التي عجزت عن تدارك الكارثة قبل وقوعها، ولكن الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، في هذه الايام، من فراغ في رئاسة الجمهورية وتعطيل في مؤسستي الحكومة ومجلس النواب، والعديد من المشاكل الاخرى المستعصية على الحلّ منذ عقود، هي التي تحول دون اخذ التدابير اللازمة التي تحصل في مثل هذه الحالات، كالمحاسبة في مجلس النواب، والمحاسبة في القضاء، والمحاسبة في الانتخابات، ويتجاهلها تماماً جماعة الحراك الشعبي، وهو على ما يبدو، حراك حق يراد به باطل، وبدلاً من ان يكونوا سبّاقين لمساعدة من تصدّى لمعالجة النفايات وتسهيل الامر له، يحرّضون الرأي العام «البغل» على الانتحار، والوقوف في وجه خطة هدفها الاساس، تنظيف البلاد من النفايات قبل وصول فصل الشتاء، والاستعانة بمطامر صحيّة مراقبة بدلاً من تركها تتفاعل سموماً وامراضاً، يقول الاطباء انها ستكون مميتة ومستعصية، ويركزون اهتماماتهم على المطالبة باستقالة او اقالة وزير البيئة محمد المشنوق، وهو «في القصر من مبارح العصر» على ما يقول المثل، واذا كان مقصّراً، فلماذا لا يلجأون الى القضاء لتحصيل حقوق اللبنانيين، واذا كانت هذه الحقوق هي التي تهمّهم وهي من اولوياتهم، فلماذا لا يطالبون باستقالة وزراء الطاقة والموارد والبترول، والاقتصاد والزراعة، والمال، والتربية، لأن في هذه الوزارات حقوقاً كثيرة ضائعة على اللبنانيين، ولم يلمسوا جهداً من الحراك الشعبي لتحصيلها؟؟

***

في لبنان ازمات عديدة وكبيرة، ورثت هذه الحكومة، معظمها، ان لم يكن كلّها، من الوصاية السورية على لبنان، ومن الحكومات المعلّبة التي فرضت على اللبنانيين، قبل 2005 وبعد 2005، واستفحلت هذه المشاكل والازمات، بسبب فرض البعض على لبنان، ما يسمّى بالديموقراطية التوافقية، التي اريد منها ان تعطّل كل تصرّف ديموقراطي مبني على مبادىء الدستور والقانون، وجاء الحراك الشعبي ليعمّق ما يعانيه المواطنون منذ عقود، «باستعمار» الوسط التجاري وتصويره على انه الغول الذي يحرم الفقراء حقوقهم، وهم بتحركهم الفوضوي العبثي يحرمون الاف العمال والموظفين الفقراء لقمة عيشهم، ويدافعون بوقاحة عن تحركهم المشبوه.

تدمّرون قلب بيروت والنفايات باقية… معادلة رائعة!!