رغم تفاؤل الكثيرين في القدرة على التوصل إلى قانون انتخاب جديد،بناء على اتصالات الساعات الماضية، مع تقدم طرح النسبية الكاملة على أساس 15 دائرة، بعد مفاوضات مكوكية في الاروقة الرسمية وغير الرسمية كان نجمها النائب جورج عدوان، الذي استطاع أن يحرّك الملف بسرية وبعيداً من التشنجات،الا انه يبدو جليا في المقابل، اختلاف المواقف بين أطراف حلفاء العهد وأبرز الدائرين في فلكه،على خلفية التفاصيل المتمثلة بالصوت التفضيلي محط تفاوض بين الاطراف، مع الاشارة الى أن التعاون ينسحب على الجميع.
فالتطورات التي سُجلت خلال الساعات الماضية سمحت بفتح كوة في جدار الازمة ،تبقى حتى الساعة دون المأمول وان كان يمكن البناء عليها، وفقا لاوساط مشاركة في الاتصالات، مع بلوغ التفاهم حدودا لم يلامسها من قبل، نتيجة طرح صيغ في معراب انطلق من الموافقة شبه التامة على النسبية الكاملة،على اساس 15 عشر دائرة،بعد اعادة توزيع بعض المواقع، التي تبقى الى جانب بعض الضوابط، التي يطالب بها التيار الوطني الحر والمستقبل مسار خلاف يهدد بعودة الامور الى المربع الاول، كالصوت التفضيلي على مستوى القضاء دون معرفة ما اذا كان سيوضع على اساس طائفي ام وطني.
تقدم سمح لرئيس المجلس بتاجيل جلسة الغد الى الخامس من حزيران، وان جاء شكلا ومضمونا مخالفا للدستور والقانون متخطيا صلاحية السلطة التنفيذية في فتح دورة استثنائية،بعدما تبلغ من رئيس الحكومة توقيعه لمرسوم فتحها واحالته الى قصر بعبدا ليصدره وينشره رئيس الجمهورية،ما استفز الرئيس عون الذي رفض التوقيع معتبرا ان تحديد جلسة قبل فتح الدورة «اهانة» لمقام الرئاسة الاولى ويخفي الرغبة في اتباع خطوات غير دستورية مستقبلا ، وهو ما لا يمكن لحامي الدستور ان يسمح به ، بحسب مصادر مقربة من بعبدا.
رغم ما رشح عن تحفظ ازرق حول نقل المقاعد الثلاث من زحلة الى البقاع الغربي والمقعدين المارونيين من البقاع الغربي الى كسروان – جبيل ومن طرابلس الى دائرة البترون – بشري – الكورة -زغرتا.
– دائرة بيروت الاولى وتضم مناطق، الاشرفية، الرميل، المدور،الصيفي: ماروني (1)، اورثوذكس (1)، ارمن اورثوذكس (1)، كاثوليك (1)، انجيلي (1نقل من دائرة بيروت الثانية). وفقا لهذه الصيغة تصبح المعركة مسيحية صرف دون اي تأثير للصوت السني، وهو ما جاء على حساب تيار المستقبل.
ووفقا لمصادر متابعة فان صيغة الدوائر التي يجري التفاوض حولها موزعة كالتالي:
– دائرة بيروت الثانية وتضم مناطق ، راس بيروت، دار المريسة، ميناء الحصن، زقاق البلاط، المزرعة، الباشورة والمرفأ: اورثوذكس (1)، اقليات (1)، سنة (6)، شيعة (2)، درزي (1)، تبقي التوازن نفسه الذي كان قائما سنيا وشيعيا.
– دائرة عاليه والشوف: موارنة (5)، كاثوليك (1)، اورثوذكس (1)، سنة (2)، دروز (4)، اتت وفقا لرغبة النائب وليد جنبلاط
– دائرة بعبدا: موارنة (3)، شيعة (2)، درزي (1)، ابقت السيطرة لحزب الله صاحب الصوت الحاسم
-دائرة المتن الشمالي: موارنة (4)، اورثوذكس (2)، كاثوليك (2)، ارمن اورثوذكس (1)، ابقت الصراع بين المسيحيين مع صوت شيعي مرجح.
– دائرة كسروان وجبيل : موارنة (7+نقل مقعد البقاع الغربي)، شيعي (1)، الصراع بين المسيحيين والصوت الشيعي مرجحا
-دائرة البقاع الغربي وراشيا تضم اليها القرى غير المسيحية في قضاء زحلة: اورثوذكس (1)، ارمن اورثوذكس (1 نقل من زحلة)، سني (2+نقل مقعد زحلة)، شيعة (1+نقل مقعد زحلة) ، درزي (1)، جاء على حساب تيار المستقبل
– دائرة زحلة وقرى القضاء المسيحية: ماروني(1)، اورثوذكسي (1)، كاثوليك (2) المعركة بين المسيحيين
-دائرة بعلبك -الهرمل: ماروني (1)، كاثوليك (1)، سنة (2)، شيعة (6).ابقي على التوازنات نفسها
-دائرة صيدا وجزين: ماروني (2)، كاثوليكي(1)، سني (2)، خلقت ثقلا سنيا وشيعيا في موازاة الانقسام المسيحي
-دائرة الزهراني -صور: كاثوليكي (1)، شيعة (6)، جاءت لصالح الرئيس بري ورغبته
-دائرة النبطية -بنت جبيل -مرجعيون -حاصبيا: اورثوذكسي (1)، سني (1)، شيعة (8)، درزي (1)، ابقت على التوازنات نفسها
-دائرة البترون -الكورة -بشري -زغرتا: موارنة (7+نقل مقعد طرابلس)، اورثوذكس (3)، وضعت النائب سليمان فرنجية في وضع صعب وحررت من جهة ثانية مقعد الوزير باسيل في البترون من ابتزاز القوات اللبنانية
-دائرة طرابلس -المنية -الضنية: اورثوذكسي (1)، سني (8)، علوي (1)، لن تكون حاسمة ما لم تحسم طبيعة التحالفات التي على اساسها سيخوض الاطراف المعركة
-دائرة عكار: ماروني(1)، اورتدكس (2)، سنة (3)، علوي (1)، ابقت على هيمنة تيار المستقبل.
عليه فان الاسئلة الاساسية التي تطرح والتي اهمها يتعلق بالصوت التفضيلي ،والتي ستكون عقبة اساسية امام الاطراف المسيحية التي لا تملك قدرة تجيير كبيرة ، فيما الاطراف الاسلامية قادرة على توزيع اصوات كتلها الانتخابية على المقاعد من المذاهب الاخرى والتي بطبيعة الحال ستكون كما لو ان الانتخاب على الاكثري عندما يتعلق الامر بمقعد واحد للطائفة.،اما المشكلة الثانية هي في وجود اقليات طائفية تشكل ثقلا انتخابيا قادرا وفقا لصيغة الصوت التفضيلي على تغيير المعادلات .
فهل احست القوى السياسية المختلفة «بالسخن» على وقع التغييرات في المنطقة، فقررت في ربع الساعة الاخير من عمر المجلس حسم الاتجاه نحو قانون جديد؟ أم أن جرعة الايجابية غير المسبوقة لن تكون أكثر من زوبعة في فنجان سرعان ما تتبدد مفاعيلها في استعادة للسيناريوهات السابقة؟ وكيف ومن يسحب صاعق لغم موعد الجلسة الجديدة؟ وهل يمتنع الرئيس عون عن فتح الدورة ردا على خطوة عين التينة ؟
الجواب بالتاكيد قبل 21 حزيران الموعد الاوتوماتيكي لدعوة الهيئات الناخبة وفقا للقانون الساري.