Site icon IMLebanon

ريع الإنمائية تستكمل المصالحة وتتوِّجها»

 

تعتبر قيادة التيار العوني  أن أي سجال مع «المستقبل» لا يفسد  في الود ولا في الإتفاق بينهما

إستُنفرت، في الأيام الأخيرة، العصبيات السياسية والحزبية في وجه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على خلفيتين، ديبلوماسية (التصويت اللبناني في إنتخابات المدير الجديد لمنظمة الأونيسكو) ومناطقية – حزبية (كلام باسيل من قضاء عاليه عن ضرورة إكتمال مصالحة الجبل من خلال تحقيق العودة السياسية). ورغم أن المعنيين في كلا المسألتين على دراية تامة بحقيقة موقفيّ وزير الخارجية، لم يستكن الإستنفار الى أن حسم باسيل في تغريدة قبل ظهر أمس الجدل، مؤكدا أن «لبنان لم يصوت لقطر ضد مصر»، وهو «أبعد نفسه عن المشكلة كما ينص البيان الوزاري بعد ان عجز عن تأمين التوافق العربي»، ومشيرا في الوقت عينه الى أن مصالحة الجبل «لا خوف عليها لأنها بين الناس وهي أقوى من ان تسقطها القوى السياسية، ولكن العودة لا تكتمل الا متى كانت نفسية وسياسية – ادارية واقتصادية، وهي لم تكتمل بعد وهذه هي الحقيقة ونحن سنعمل بالمصالحة على استكمالها».

إشتد السجال على أكثر من جبهة، وتقدمّه نواب في اللقاء الديمقراطي ووزير الداخلية نهاد المشنوق، فيما كان لافتا إلتزام تيار «المستقبل» الصمت الأقرب الى التحفظ على الهجوم على باسيل، الى أن خرج النائب عقاب صقر أمس ليطوي مسألة التصويت اللبناني في إنتخابات الاونيسكو، بإعلانه أن وزير الداخلية «إجتهد» في هجومه على باسيل، وأن وزير الخارجية «لم يخطئ، فالقرار الذي اتخذه لبنان هو قرار الدولة ككل والرئيس الحريري الذي هو على تنسيق دائم مع المملكة العربية السعودية ومصر، في صلبه تماماً». وذهب صقر حد نفي أي إفتراق بين تيار «المستقبل» والتيار الوطني الحر، مؤكدا أن العلاقة بينهما «تُدار بدقة وعناية كبيرة من قبل الرئيسين (ميشال) عون و(سعد) الحريري».

تعتبر قيادة التيار الوطني الحر أن «اي سجال مع «المستقبل» لا يفسد لا في الود ولا في الإتفاق بينهما والذي أنتج التسوية الرئاسية». وترى أن «البعض في التيار الأزرق يجتهد في إتخاذ موقف ما، وهو الامر الذي تكرر مرتين مع وزير الداخلية: أولى إبان لقاء باسيل بنظيره السوري وليد المعلم عندما ألمح المشنوق الى أن هذا اللقاء قد يؤدي الى إنفراط عقد الحكومة الامر الذي بينت الإتصالات بين المعنيين في التيارين أنه إجتهاد غير دقيق، وثانية إثر إنتخابات الأونيسكو عندما تبنى وزير الداخلية مقولة خرق لبنان مبدأ الحياد بتصويته الى جانب مرشح قطر حمد الكواري في مواجهة مرشحة مصر مشيرة خطاب، من غير أن يستطلع حقيقة الأمر من رئيس الحكومة».

وتشير قيادة التيار الوطني الحر الى أن هذه السجالات «تبقى موضعية، رغم إشتدادها بين الفينة والاخرى، نتيجة مجموعة عوامل:

أ-منها ما هو مرتبط بحسابات داخلية لـ «المستقبل» وآليات تخاطب القيادة مع القاعدة بغية تحييدها عن شوائب التوتير والتصعيد المرتبط بالمزايدات داخل الطائفة وخصوصا من جانب معارضي «المستقبل»؛

ب-ومنها ما يعود الى الوطأة التي يستشعرها بعض السياسيين نتيجة إقتراب الإستحقاق الإنتخابي، وهو ما سبق أن ألمح اليه وزير الخارجية بحديثه عما سمّاه «مشكلة الصوت التفضيلي» الذي يفترض بعض المزايدات الإنتخابية.

ج-أما السجال مع الحزب التقدمي الإشتراكي فيعود الى حسابات غير بعيدة عن وطأة الإستحقاق الإنتخابي، نتيجة تيقن هذا الحزب أن النسبية الإنتخابية ستفرز واقعا نيابيا جديدا في الجبل، وخصوصا على مستوى التمثيل المسيحي، لذا هو لن يتوانى عن مهاجمة التيار الوطني الحر، ولا سيما حين يضع الإصبع على جرح العودة غير المنجزة بعد نتيجة مجموعة عوامل، منها سياسية ترتبط مباشرة بواقع الإفتراق بين الناخب المسيحي ونوابه المسيحيين المفترضين، ومنها إنمائية نتيجة غياب المشاريع الحيوية التي تسهم في تزحيم العودة وتثبيتها، فلا تقتصر على العودة الموسمية أو عودة نهاية الأسبوع، مع التأكيد في الوقت عينه أن العودة السياسية تستكمل المصالحة وتتوّجها».

وتشدد القيادة على أن هذه السجالات السياسية -الحزبية – الإنتخابية «لن تحجب أولوية رئاسية قائمة على إثارة مسألة النزوح السوري على أرفع المستويات المحلية والدولية، نتيجة ما تراكم لدى الرئاسة من معطيات وحقائق ترتبط بالتسوية السورية الآتية على حساب عودة النازحين، توطئة لتوطينهم في الدول المضيفة، لذا كان رئيس الجمهورية واضحا في لقائه مع سفراء الدول الخمس الدائمة الأعضاء في مجلس الامن الدولي، بإعلانه أن «أي انهيار وانفجار في الوضع اللبناني سيُفجّر كل الحدود من البحر الى البرّ وسيؤدي الى الفوضى التي ستؤثر في كل الدول بدءًا من بلادكم وصولًا الى الدول المحيطة، وسيؤدي الى عرقلة اي حلول تسعون اليها او يعمل عليها المجتمع الدولي في سوريا». ولفت في الوقت عينه الى «اننا لا نريد ان يحصل بنا مثلما حصل في الدول الاخرى، ولاسيما تركيا».